وخير دليل على كثرة الكتابة في مكة وانتشارها، ما ثبت في السيرة من أن الفقراء من أسرى قريش في معركة بدر والذين لم يتمكنوا من دفع الفدية النقدية، كُلِّفوا بتعليم صبيان المسلمين في المدينة الكتابة والقراءة. وفي ذلك دلالة واضحة على انتشار الكتابة والقراءة بين الفقراء. وكذلك الموالي كما سبقت الإشارة إلى بعضهم. فإذا كان فقراء أهل مكة يقرؤون ويكتبون، فأولى أن يكون أغنياؤها وتجارها، وقد تبين مما سبق معرفة الكثيرين من أغنياء مكة للقراءة والكتابة.
ومن خلال ما سبق يتبين وبوضوح أن المناخ الثقافي كان على قدر لا بأس به. وأن الجو كان مناسباً تماماً لكتابة القرآن الكريم في مكة، ولم يكن هناك من مانع يمنع ذلك. هذا إذا ما علمنا أن عدداً لا بأس به من أوائل الذين أسلموا كانوا قد تعلموا الكتابة قبل الإسلام، واشتهروا فيما بعد ككتبة للنبي ﷺ. نشير على سبيل المثال، إلى بعض ممن كانوا مع الرسول ﷺ من الكتبة قبل الهجرة النبوية(١) :
١. أبو بكر الصديق.
٢. علي بن أبي طالب.
٣. عثمان بن عفان.
٤. عمر بن الخطاب.
٥. الأرقم بن الأرقم.
٦. عامر بن فهيرة.
٧. خالد بن سعيد بن العاص.
٨. حمزة بن عبد المطلب.
٩. سعيد بن زيد.
١٠. شرحبيل بن حسنة.
١١. معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي.
١٢. مصعب بن عمير.
١٣. عبد اللّه بن مسعود.
١٤. الزبير بن العوام.
١٥. عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح.
١٦. خباب بن الأرت.
١٧. حاطب بن أبي بلتعة.
١٨. طلحة بن عبيد اللّه.
١٩. سعد بن أبي وقاص.
٢٠. جعفر بن أبي طالب.
٢١. أبو سلمة عبد اللّه بن عبد الأسد.
٢٢. حاطب بن عمرو.
٢٣. عبد اللّه بن حذافة السهمي.
٢٤. أبو عبيدة الجراح.
٢٥. عبد اللّه بن أبي بكر الصديق.
٢٦. عبد الرحمن بن عوف... وغيرهم.
أما بخصوص تخلف وضعف أدوات الكتابة حينذاك، فهو ما سيتم الحديث حوله في الفصل الأخير.