وبالنسبة للشعر بصورة عامة فقد جاء في طبقات الشعراء لابن سلام :>وقد كان عند النعمان بن المنذر منه ـ من الشعر ـ ديوان فيه أشعار الفحول، وما مدح به هو وأهل بيته، فصار ذلك إلى بني مروان<(١). وكان من عادة بعض القبائل تقييد أشعار شعرائها(٢). لكن لا شك أن عملية كتابة الشعر كانت في مجال ضيق، ولم يكن كغيره من المجالات، نظراً لما كان يتميز به الشعراء الرواة من قوة الحافظة، ولكن هذا لا ينفي أن بعضاً منهم كانوا يكتبون أشعارهم، بل في المراسلات كان الشعراء يردون على بعضهم بعضاً شعراَ.
نكتفي بهذا القدر من الحديث عن حالة الكتابة عند العرب في مكة وغيرها والأغراض التي كان العرب يستخدمون الكتابة لتثبيتها، وذلك لأن قصد الباحث هنا هو فقط الإشارة إلى أن الكتابة كانت موجودة ومنتشرة في الجزيرة العربية ولا سيما في مكة، وعليه فادعاء بعضهم قديماً وحديثاً أن الأمية كانت مطبقة على الجزيرة العربية وأنهم كانوا يعتمدون على السماع فقط ادعاء يفتقر إلى الدليل.
(١) ابن قتيبة، عبد اللّه بن مسلم : كتاب تأويل مختلف الحديث، (بيروت : دار الكتاب العربي، د. ط. ت) ص ٢٨٧.
(٢) سورة آل عمران ٢٠/.
(٣) سورة آل عمران ٧٥/.
(٤) سورة الجمعة ٢/.
(٥) سورة آل عمران ٢٠/.
(٦) الطبري، محمد ابن جرير : جامع البيان عن تأويل آي القرآن، (بيروت : دار الفكر، د. ط، ١٩٨٤م) مجلد ١٤٣/٣.
(٧) علي : المفصل، ج ٩٥/٨.
(٨) سورة العنكبوت ٣-١/.
(٩) الطبري : جامع البيان، مجلد ١٨-١٧/٢١.
(١٠) الواحدي، علي بن أحمد : أسباب النزول، (بيروت : دار المعرفة، د، ط، ت) ص ٢٥٩-٢٥٨.
(١١) سورة الجمعة ٢/.
(١٢) االقرطبي، محمد بن أحمد : الجامع لأحكام القرآن، تحقيق : أحمد عبد العليم البردوني، (بيروت : دار إحياء التراث العربي، د. ط. ت) ج ٩١/١٨.
(١٣) الراغب الأصفهاني، الحسين بن محمد : المفردات في غريب القرآن، تحقيق : محمد سيد الكيلاني، (بيروت : دار المعرفة، د. ط. ت) ص ٢٣.
(١٤) الآلوسي، شهاب الدين محمود : روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، (بيروت : دار إحياء التراث العربي، ط ٤، ١٩٨٥م) ج ١٧/٢١.
(١٥) علي : المفصل، ج ١٠٦/٨.
(١٦) سورة البقرة ٧٨/.
(١٧) الطبري : جامع البيان، ج ٩٤/٢٨.
(١٨) الشوكاني، محمد بن علي بن محمد : فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، (بيروت : دار الفكر، د. ط. ت) ج ٢٢٤/٥.
(١٩) سورة الأعراف، ١٥٧-١٥٦/.