وقد تطرق الدكتور محمد عزة دروزة في كتابه :"القرآن المجيد"(١٢) إلى موضوع كتابة القرآن في العهد المكي في عدة صفحات أثناء حديثه عن كتابة القرآن ومسألة ترتيب الآيات والسور في العهد النبوي. ومن خلال الإشارة إلى آيات قرآنية مكية احتوت على كلمات مثبتة للكتابة، أو تلهم حسب تعبيره ـ دروزة ـ بأن القرآن كان يكتب بموازاة نزوله في العهد النبوي سواء في العهد المكي أو العهد المدني.
وتطرق أيضاً إلى مسألة الأدوات التي كانت تتم كتابة القرآن عليها بصورة عامة. وأن ما اشتهر من أن القرآن الكريم كان يكتب على أدوات بدائية مختلفة لا تمثل كل الحقيقة. وأشار إلى أن العرب قد عرفوا أدوات الكتابة اللينة القابلة للطي والسهلة الحمل من خلال إشارات وردت في نفس تلك الآيات القرآنية المكية، ومن خلال الواقع التاريخي الذي يثبت معرفة العرب لأدوات الكتابة اللينة مثل الجلود والورق البردي المصري. وقد جاء حديث الدكتور عرضاً ولم يكن شاملاً أو كافياً للإجابة على ما يطرح من أسئلة حول كتابة ومصير القرآن المكي المكتوب بعد الهجرة النبوية، حيث اقتصر على بعض الآيات القرآنية المكية فقط.
ويشير الدكتور غانم قدوري الحمد في كتابه :"رسم المصحف"(١٣)، إلى أن النبي ﷺ كان مهتماً بتسجيل النص القرآني في العهد المكي، ولكنه يقتصر فقط على الإشارة إلى قصة إسلام عمر بن الخطاب وإلى خبر عبد اللَّه بن أبي سرح أول كاتب للوحي في مكة.
ومن الذين أشاروا إلى الموضوع من غير سرد للأدلة وتفصيل : محمد حميد اللَّه في كتابه باللغة التركية :"تاريخ القرآن"(١٤)، ومحمود راميار في كتابه باللغة الفارسية :"تاريخ القرآن"(١٥). حيث ذكر أول آيات قرآنية مكية تضمنت ألفاظا مثبتة للكتابة، في حين تطرق الثاني إلى ذكر عدد من كُتَّاب القرآن في العهد المكي.
وفي الدراسة التي نشرتها الإيسيسكو تحت عنوان "القرآن الكريم دراسة لتصحيح ما ينشر عن الإسلام والمسلمين من معلومات خاطئة رقم ٢"(١٦)، محاولة لإثبات كتابة القرآن الكريم في العهد المكي، من خلال سرد بعض الآيات القرآنية المكية، وقصة عبد اللَّه بن أبي سرح، محاولة منها الرد على دائرة المعارف الإسلامية الصادرة في ليدن.