... فلو كانت هذه المرأة تلحن وتفسد ألفاظها كانت عند هذا الشاعر الفصيح غثّة الكلام ولم تستحق عنده وصفا بجودة المنطق وحلاوة الكلام. ثم قال: قال ابن الأنباري وكيف يكون الخطأ في الكلام مستحسنا والصواب مستسمجا والعرب تقرب المعربين وتنتقص اللاحنين وتبعدهم فعمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لقوم استقبح رميمهم ما أسوأ رميكم فيقولون نحن قوم متعلمين فيقول لحنكم علي أشد من فساد رميكم سمعت رسول الله ﷺ يقول :( رحم الله امرأ أصلح من لسانه)(١)
... وروى عنه( أعربوا الكلام كي تعربوا القرآن)(٢). وقال عمر بن عبد العزيز: إن الرجل ليكلمني في الحاجة يستوجبها فيلحن فأرده عنها وكأني أقضم حب الرمان الحامض لبغضي استماع اللحن. ويكلمني آخر في الحاجة لا يستوجبها فيعرب فأجيبه إليها التذاذا لما أسمع من كلامه. وقال أكاد أضرس إذا سمعت اللحن.
... ولحن محمد بن سعد بن أبي وقاص في بعض الأوقات لحنة فقال حسّ إني لأجد حرارتها في حلقي"(٣). انتهى كلام اطفيش
الجامع الصغير لابن الأنباري في الوقف والموهبي في العلم وابن عدي والخطيب في الجامع وكذا ابن عساكر، وحسن السيوطي اسناده
ونقل المناوي في فيض القدير عن ابن الجوزي أنه حديث لا يصح انظر فيض القدير ٤/٢٣-٢٤.
(٢) ذكره السيوطي في الجامع الصغير ونسبه لابن الأنباري في الوقف وللموهبي في فضل العلم وقال السيوطي إنه ضعيف وسكت المناوي عن ذلك. انظر : فيض القدير : ١/٥٥٨
(٣) اطفيش، ابو إسحق ابراهيم، ، الذيل على الملاحن (ص٧٠-٧٢)