الباب الثاني
تاريخ جمع القرآن
الفص الأول :
- كتابة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه و سلم :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أميا لا يقرأ ولا يكتب و كان حريصا على حفظ ما ينزل عليه حرصا جعله يسابق الملك و يعجل بتلاوة ما أنزل عليه و يحرك به لسانه و شفتيه وكان صلى الله عليه و سلم يخشى أن ينسى شيئا من القرآن حتى تعهد الله سبحان و تعالى له بعدم نسيان شيء منه و كان صلى الله عليه و سلم إذا ما انتهى الوحي تلا الآيات التي نزلت و أمر كتبة الوحي بكتابتها بين يديه فيكتبوها، و كانوا يكتبون على الرقاع و العسب و اللخاف و العظام.
وكتاب الوحي عديدون عدهم الحافظ العراقي إلى اثنين و أربعين كاتبا و من أشهرهم الخلفاء الأربعة و معاوية بن أبي سفيان و زيد بن ثابت و أبي بن كعب.
والمؤكد المقطوع به أن القرآن كتب كله في عهده صلى الله عليه و سلم لكنه لم يكن مجموعا في موضع واحد.
الفصل الثاني :
- كتابته في عهد أبي بكر :
كان جمع القرآن الكريم في موضع واحد في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه و ذلك بعد معركة اليمامة و قد قتل فيها عدد كبير من القراء فأمر أبوبكر زيد بن ثابت بجمع القرآن من العسب و اللخاف و صدور الرجال.
الفص الثالث :
- نسخ المصاحف أيام عثمان رضي الله عنه :
بعد أن وقع خلافا بين المسلمين في قراءتهم للقرآن لاختلاف الحروف و اللهجات قرر عثمان رضي الله عنه جمع الناس على مصحف واحد درءا للفتنة و المفسدة و عمل منه خمسة نسخ أرسل بها إلى مكة و الشام و البصرة و الكوفة و احتفظ بنسخة منها لأهل المدينة.
الفرق بين جمع أبي بكر و عثمان :
* كان جمع أبي بكر للقرآن خشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب حملته لأنه لم يكن مجموعا في موضع واحد فجمعه في مصحف واحد مرتبا لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبي صلى الله عليه و سلم.