* وابن تيمية أقبل على العلوم في صغره، فأخذ الفقه والأصول عن والده، وعن الشيخ شمس الدين بن عمر، فبرع في ذلك وقرأ العربية أياماً، ثم أخذ كتاب سيبويه، وتأمله ففهمه، وأقبل على تفسير القرآن العزيز فبرز فيه واهتم بالفرائض والحساب والجبر والمقابلة، وغير ذلك...
وتأهل للفنون والتدريس وهو دون العشرين من عمره، وأمده الله تعالى بكثرة التصنيف وسرعة الحفظ، وقوة الفهم، وبطء النسيان. ( ١ ).

______________
( ١ ) كتاب : تربية الموهوب في رحاب الإسلام لمحمد حامد الناصر وخولة درويش ص ١٣٥ ـ ١٤٠
لقد نبغ العلماء وطلاب العلم في معظم التخصصات، وبارك الله لهم في أوقاتهم وأعمارهم ومصنفاتهم. إنها الهمم العالية التي انطلقت من مواهب نادرة، وعبقريات سامقة.
كما أن للموهوبات في حضارتنا دوراً كبيراً، حيث ينبغي ألا تحرم فتياتنا الموهوبات من خبرات نافعة يستفدن منها وينتفع المجتمع في حدود أوامر الشرع الحنيف ونواهيه.
* وخير قدوة للمرأة المسلمة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. عن هشام بن عروة أن أباه ( عروة ) قال :(( لقد صحبت عاشة فما رأيت أحداً قط، كان أعلم بآية نزلت، ولا بفريضة، ولا بسنّة، ولا بشعر ولا أروى له، بأم العرب، ولا بنسب، ولا بكذا ولا بكذا ولا بقضاء ولا طب منها... فقلت لها يا خالة ! الطب من أين عُلمته ؟! فقالت : كنتُ أمرض فيُنعتُ لي الشيء، ويمرض
المريض فيُنعتُ له، وأسمع الناس فينتعت بعضهم لبعض فأحفظه )). ( ١ ). رضي الله عن أم المؤمنين عائشة، فقد كانت نبعاً غزيراً رائقاً في كثير من العلوم، ولا غرابة فهي ابنة الصديق وإحدى أمهات المؤمنين، تعيش في بيت النبوة الطاهر.


الصفحة التالية
Icon