٤ - بعض تلاميذ الإمام أبي إسحاق الشاطبي: قال أحمد بابا التنبكتي: "أخذ عنه جماعة من الأئمة كالإمامين العلامتين أبي يحيى بن عاصم الشهير(١)، وأخيه القاضي المؤلف أبي بكر بن عاصم(٢)، والشيخ أبي عبد الله البياني(٣)، وغيرهم"(٤).
قلت: ومن هؤلاء الغير أبو عبد الله محمد بن محمد المجاري الأندلسي(٥)، وأبو جعفر أحمد القصار الأندلسي الغرناطي(٦)، وأبو الحسن علي بن سمعت، الذي أجازه الإمام الشاطبي إجازة عامة(٧).
٥ - مذهب الإمام أبي إسحاق الشاطبي: هو مالكي المذهب، يدل على ذلك أن علماء المالكية أدخلوه في عداد طبقاتهم(٨)، ولم ينازعهم في ذلك أحد من أهل المذاهب الفقهية الأخرى، ووصفه المعتنين بالتراجم عمومًا بأنه مالكي المذهب(٩).
ومن الأدلة على هذه المسألة أن الإمام الشاطبي - نفسه - قد اعتنى بذكر أقوال الإمام مالك، وغيره من أئمة المذهب، يظهر ذلك جليا من خلال كتبه(١٠).
وهذا لا يعني أن الإمام الشاطبي مقلد أعمى متعصب، بل هو يعتمد في فتاواه على المأثور من نصوص الوحي، وأقوال أعلام المذهب المالكي، وإذا لم يظفر بشيء من ذلك في المسألة، يجتهد بانيا على مراعاة مقاصد الشريعة الإسلامية(١١).
(٢) انظر ترجمته في نفح الطيب (٥/١٩).
(٣) انظر ترجمته في نيل الابتهاج، ص (٣٠٨).
(٤) نيل الابتهاج ص (٤٩).
(٥) انظر ترجمته في مقدمة أبي الأجفان لبرنامج المجاري ص (٣٢)، وانظر برنامج المجاري، ص (١١٦).
(٦) انظر ترجمته في المرجع السابق، ص (٧٦).
(٧) انظر الإفادات والإنشادات، ص (٢٧).
(٨) انظر نيل الابتهاج، ص (٤٦)، وشجرة النور، ص (٢٣١).
(٩) انظر الأعلام (١/٧٥)، ومعجم المؤلفين (١/١١٨).
(١٠) انظر من الموافقات - مثلاً - (٣/١٦، ٥٠، ٥٩، ٧٧، ١٢٦، ١٥٨، ١٩٥، ٢٠١، ٢٠٤، ٢٦٠، ٢٦٥، ٢٦٩).
(١١) انظر مقدمة أبي الأجفان لكتاب الإفادات والإنشادات، ص (٤٦).