(٤) وقال أيضا - في باب المفعول المطلق -: "وفي التنزيل: ﴿وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتاً﴾(١)وهو مصدر عند سيبويه جار على غير الفعل، فكانه نائب عن قوله: (إنباتا)(٢)، ومنه قوله تعالى: ﴿وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً﴾(٣) فـ"تبتيلاً" ليس بمصدر لِتبتَّلَ، وإنما هو مصدر (بَتَّلَ)، وفي قراءة ابن مسعود: ﴿وأُنْزِلَ الملائكةُ تنزيلاً﴾(٤)ومصدر (أُنزل، إنزالاً، وتنزيلاً مصدر نَزَّلَ كقراءة الجماعة..."(٥).
(٥) وقال - في قوله تعالى: ﴿إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً﴾(٦)-: "تقديره: فإما تمنون منا وإما تفادون فداءً، إلاَّ أنهم حذفوا الفعل وعوضوا المصدر منه؛ فلا يجتمعان معا..."(٧).

(١) سورة نوح، الآية: ١٧.
(٢) انظر الكتاب (٤/٨١).
(٣) سورة المزمل، الآية: ٨.
(٤) سورة الفرقان، الآية: ٢٥. وهي قراءة شاذّة؛ لأن ابن الجزري لم يذكرها عن أحد من العشرة. انظر النشر (٢/٣٣٤)، ونسبها ابن عطية إلى ابن مسعود والأعمش. انظر: المحرر الوجيز (١٢/٢٠).
(٥) انظر المقاصد الشافية (١/٢٢٦).
(٦) سورة محمد صلى الله عليه وسلم، الآية: ٤.
(٧) انظر المقاصد الشافية (١/٢٤٣).


الصفحة التالية
Icon