فهذه الآية أمرها واضح، ومعناها ظاهر يدل عليه ما قبل الآية وما بعدها، كما دل الخاص على معنى العام، ودل المقيد على معنى المطلق، فلما قطع جابر الآية عما قبلها وما بعدها(١)... صار الموضع بالنسبة إليه من المتشابه، فكان من حقه التوقف، لكنه اتبع فيه هواه، فزاغ عن معنى الآية"(٢).
(٢)وقال - في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ﴾(٣)-: "وتأملوا هذه الآية، فإنها صريحة في أن من لم يتبع هدى الله في هوى نفسه لا أحد أضل منه، وهذا شأن المبتدع؛ فإنه اتبع هواه بغير هدى من الله، وهدى الله هو القرآن..."(٤).
(٣) وقال - رحمه الله تعالى -: "وعن ابن عباس في قوله: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ﴾(٥)قال: تبيض وجوه أهل السنة، وتسود وجوه أهل البدعة"(٦).

(١) في النسخة المنقول منها: "عما قبلها ما بعدها"، والتصحيح من النسخة التي حققها دراز (٣/٩٣).
(٢) الموافقات (٣/٣١٧، ٣١٨).
(٣) سورة القصص، الآية: ٥٠.
(٤) انظر الاعتصام (١/٦٧).
(٥) سورة آل عمران، الآية: ١٠٦. ولو أكمل نص الآية لكان أوضح وأحسن.
(٦) الاعتصام (١/٧٥). والأثر أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٣/٧٢٩)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (١/٧٢)، كلاهما من طريق فيه مجاشع بن عمرو. قال فيه الإمام البخاري: منكر مجهول. انظر ميزان الاعتدال (٣/٤٣٦)، وأورده السيوطي في الدر المنثور (٢/٦٣) ونسب إخراجه إلى هذين وإلى غيرهما.


الصفحة التالية
Icon