في انفسهم وانما احضروا ليكونوا شهودا لعذاب غيرهم
فان كل الواحد شهود يقوم مقام الجماعة فينبغي ان يقاس عليه وان لم يكن يقوم مقامهم خرج من حكمهم بالمعني واللفظ جميعا فاما المعني فهو ماوصفنا ان الشاهد لا يقوم مقام الجماعة من الشهود ولا سيما في هذا الامر الذي يدل ظاهرة اذا حضر من بين الحدود بان يحضره الشهود على ان ذلك المعنى يحتاج اليه فيمن يحضر بين المحدود وبين غيره وهو ان يقذفه قاذف بعدما يقام عليه حد الزنا فان اتي القاذف باربعة فشهدوا ان حاكما قد حد المقذوف في الزنا سقط عن القاذف الحد
وكذلك لو كانت امه لرجل فحدها سيدها في الزنا ثم اعتقت فقذفها رجل فاتى القاذف باربعة فشهدوا انها كانت امة وان سيدها قد كان حدها في الزنا لسقط عن القاذف الحد فهذا هو الظاهر الذي يدل الخصوص في احضار الشهود عذاب الزاني
واما قول قتادة في حضور الشهود ليكون ذلك عظة وعبرة لغيرهم فانه لو كان
لهذا المعنى لكان اوكد في كثرة العدد الذي يحضرون لان الشهرة انما تكون بالجماعة الذين يكثر عددهم وليس سدل المعنى الا على ما وصفنا والله اعلم لانه تحصيل حكم بين الناس واذا وقع شئ فكان فيه معنى حكم يحدث كان اغلب مما لا حكم فيه