وفي هذا مبالغة مكشوفة فإن تفسير ترجمان القرآن وحبر الأمة على الإطلاق كان خاليا مما ذكر ثم من بعده من أئمة التفسير من الصحابة الكبار والتابعين الأبرار الذين أجمعت الأمة على إمامتهم في ذلك الفن لم يتعرضوا لما ذكر، ثم جهابذة المفسرين المشهود لهم أمثال الإمام مالك والإمام أحمد وبقي بن مخلد والنسائي وابن أبي حاتم والطبري ثم ابن كثير وغيرهم لم يتعرضوا لما ذكر أيضا.
ومن إطناباته اللغوية التي خرجت عن حد التفسير والتي هي كثيرة :
كلامه عن اشتقاق كلمة الفاتحة في قريب من صفحة كاملة.( )
كما أفاض في وجه إضافة سورة إلى فاتحة الكتاب بما يقرب من صفحة أيضًا.( )
وكذا في أصل كلمة بسملة أكثر من صفحة كاملة.( )
وفي متعلق الباء.( )
وفي اشتقاق كلمة اسم.( )
وفي الفرق بين الحمد والثناء والمدح.( )
كما نقل بابا من كلام سيبويه باختصار فوقع في أكثر من صفحة كاملة وهو باب ما ينصب من المصادر على إضمار الفعل غير المستعمل إظهاره.( )
وفي جملة الحمد هل هي إنشائية أم خبرية.( )
وهو لاشك متمكن من اللغة وإمام بارع فيها وله إضافات جميلة ومن ذلك قوله عند وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب ﴿ قوله تعالى ( ) ﴾ الفساد
وقد عن لى في بيان إيقاعهم الفساد أنه مراتب :
أولها : إفسادهم أنفسهم بالإصرار على تلك الأدواء القلبية التى أشرنا إليها فيما مضى وما يترتب عليها من المذام ويتولد من المفاسد.
الثانية : إفسادهم الناس ببث تلك الصفات والدعوة إليها وإفسادهم أبناءهم وعيالهم في اقتدائهم بهم في مساوئهم كما قال نوح ( ) } إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا { عليه السلام
الثالثة : إفسادهم بالأفعال التي ينشأ عنها فساد المجتمع، كإلقاء النميمة والعداوة وتسعير الفتن وتأليب الأحزاب على المسلمين وإحداث العقبات في طريق المصلحين.