فجاء غير المغضوب ﴿ باللغتين وقرأ ورش بضم الميم وإشباعها إذا وقع بعد الميم همز دون نحو ( )وأجمع الكل على إسكان الميم في الوقف. ﴾ عليهم
} فمن اضطر غير باغ ﴿ وفي قوله ( )قال :
وقرأ أبو جعفر : فمن اضطر بكسر الطاء، لأن أصله اضطرر براءين أولاهما مكسورة فلما أريد إدغام الراء الأولى في الثانية نقلت حركتها إلى الطاء بعد طرح حركة الطاء.( )
{ وانظر أيضا في تعرضه للأصول في القراءات كلامه في قوله تعالى ( ) ﴾
ءأنذرتهم
وهذا خروج سافر عما أخذه على نفسه من عدم الإطالة في القراءات فجل المفسرين إنما يتكلمون في الخلاف المؤثر في المعنى أو المتعلق به لا في الأداء ونحوه.
يخادعون الله ﴿ وقد أخطأ خطأ فاحشا في عزو القراءات في قوله تعالى والذين آمنوا ومايخدعون إلا أنفسهم ومايشعرون ( )حيث قال :﴾
ويؤيد هذا التأويل قراءة ابن عامر ومن معه : يخدعون الله. وهذا إنما يدفع الإشكال عن إسناد صدور الخداع من الله والمؤمنين مع تنزيه الله والمؤمنين عنه، ولا يدفع إشكال صدور الخداع من المنافقين لله.
المقدر وهو المفعول } يخادعون ﴿ وأما التأويل في فاعل أيضا فبأن يجعل المراد أنهم يخادعون رسول الله فالإسناد إلى الله تعالى إما على طريق المجاز العقلي لأجل الملابسة بين الرسول ومرسله، وإما مجاز بالحذف للمضاف، فلا يكون مرادهم خداع الله حقيقة، ويبقى أن يكون رسول الله مخدوعا منهم ومخادعا لهم، وأما تجويز مخادعة الرسول والمؤمنين للمنافقين لأنها جزاء لهم على خداعهم كذلك غير لائق. ( )
وقال :
( ) ﴾
وما يخادعون إلا أنفسهم { واعلم أن قوله أجمعت القراءات العشرة على قراءته بضم التحتية وفتح الخاء بعدها ألف، والنفس في لسان العرب الذات والقوة الباطنة المعبر عنها بالروح وخاطر العقل. ( )


الصفحة التالية
Icon