ولأهمية هذا الكتاب وحاجة الأمة إليه؛ فقد أكرمنا الله به فأنزله علينا، وتكفل لنا بحفظه فقال :" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " [الحجر ٩].
نظرة في الواقع
وبالنظر في الواقع المعاش للطلاب الذين ينتسبون إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم نجد أن الآثار الإيجابية للقرآن تظهر بصورة أكبر على الطفل؛ لأن الطفل يسهل تشكيله، وتعليمه، وكما قالوا قديماً: "التعليم في الصغر كالنقش على الحجر".
فالطفل الذي تلقى القرآن منذ الطفولة، يمتاز في كل أحواله عن الطفل الفاقد لهذا الخير، فالقرآن يعطي قوة نفسية، ومتانة في الأخلاق تظهر في المحن، والابتلاءات
والقرآن ينشئ العقلية العلمية الموضوعية التي لا تقبل نتائج بغير مقدمات، ولا تخضع إلا للحجة والبرهان، وهو مدرسة لتعلم الفضائل السلوكية، وتجنب القبيح، وكذلك يعلم المرء الدراسة والتخطيط، والاهتمام بالنظر، والتفكر، والتأمل.
وفي تعلم القرآن للطفل فائدة من جميع النواحي، ففي حفظه له استقامة للسانه، وحفظ له من التلفظ بالسوء، كما يرزقه الله به فهماً يتفرد به بين أقرانه ومن في سنه، وتقوى عنده أيضاً ملكة الحفظ، ويتعذر اختراق عقله بأوهام الدنيا، فيشب مشغول الذهن بالقرآن وآياته ومعانيه وأخلاق أهله ومجالسه.
وحفظ القرآن يساعد صاحبه على التفوق في دراسته، وتعوده على نطق الألفاظ والتحدث باللغة العربية حتى في لعبه وترويحه مع أقرانه.
وبسؤالنا فضيلة الشيخ عيسى بن إبراهيم الدريويش(١)٣) عما يحدثه الاشتغال بالقرآن الكريم تعليمًا وتعلمًا أجاب فضيلته بقوله:
مما لا شك فيه أن الاشتغال بالقرآن الكريم يحدث أثرًا إيمانيًا بالغًا لدي المعلم والمتعلم،