أما عن أثره على المعلم فالاشتغال به يؤثر في استقامة شخصيته، وزيادة الوازع الإيماني، فيصل لديه إلى الذروة الإيمانية التي تنعكس على أدائه في العبادات، ونمطه في السلوك، وقد سبق أن وضحت كتب التراجم والسير أن البيئة لها أثرها على السلوك والتصرف في كل أمور الحياة.
أما أثره على الطالب فنجد أن انتظامه في حلق التحفيظ يميزه عن غيره من أقرانه، سواء كان ذلك في دراسته، أو في بقية أحواله المعيشية، فارتباط الطالب بحلق التحفيظ يحدث لديه سلوكًا حسنًا وسمتًا طيبًا، وكذلك يميزه في هيئته وسلوكه وأخلاقه ومعاشرته مع الآخرين، وقبل ذلك كله يحقق له الأثر الواضح في السلوك التعبدي والإيماني الذي يستفيد منه ويتأثر به كل من يتعاملون معه.
وتقول والدة عن ابنها الذي بدرس بالصف الثاني الثانوي ـ: "يحفظ نجلي القرآن كاملاً، وهو يحترم إخوته الكبار، ويعاملني ووالده معاملة حسنة، وقد تأثر بالقرآن الكريم، فهو هادئ الطبع، حسن الخلق، في لسانه فصاحة، وهو متفوق في دراسته، فقد أورثه القرآن حسناً في أخلاقه، وقوة في لغته العربية، وإتقاناً لعبادته، وحباً للطاعة".
وعن نظرة الأبناء في ذلك يؤكد بعض الطلاب أن حفظ القرآن جعله من الأوائل في مادة اللغة العربية، وكذلك ساعده على سرعة استيعاب المواد الدراسية؛ لأنه أصبح يستوعب بسهولة ويسر، وللقرآن أثر كبير في حياته، فبه يعامل أهله وإخوته وأصدقاءه، ثم يقول: وبه اكتسبت احترام الجميع.
دور الوالدين :
برغم الآثار الإيجابية والأمثلة الطيبة للقرآن في تنشئة الأطفال، فإن الكثير من الآباء والأمهات ـ للأسف ـ لا يوجهون أبناءهم لحفظ القرآن، ولا يستثمرون عقول أبنائهم ولا أوقاتهم في ذلك، بل يتركون أبناءهم يبددون الأوقات هنا وهناك في اللهو والمرح، وأمام أدوات اللهو الحديثة.