ومما لاشك فيه أن أعداء الإسلام لجئوا إلى صرف المسلمين عن دينهم عن طريق صرفهم عن القرآن، حتى أصبحت صورة حامل القرآن ـ في نظر كثير من الذين لا يدركون قيمته ـ صورة لا يرجوها الآباء لأبنائهم! ففطن من المسلمين من فطن إلى ذلك الأمر، واتجه غيرهم إلى الأندية والملاعب، كوسيلة لتسلية الأبناء، وهؤلاء يحرمون أبناءهم، وأنفسهم فوائد القرآن وبركته والتنشئة عليه، فيكون أبناؤهم ـ بعد ذلك ـ وبالاً عليهم؛ لأنهم تربوا بلا رادع رباني، أو مقوم إلهي.
ويجب أن يعي الآباء أن كل العلوم لافائدة من النبوغ فيها إلا إذا ربطها صاحبها بالقرآن الكريم
كذلك لابد أن يتذكر الآباء والأمهات قول الرسول ـ ﷺ ـ :(إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث ـ ومن هذه الثلاث ـ أولد صالح يدعو له)(١)١)
وهذا شرف عظيم يناله من حمَّل ابنه القرآن، ولا بد من أن يعي ذلك المحفظون والمعلمون".
ودور الأم كذلك مهم في توجيه أطفالها لحفظ القرآن، فعلى الأم تشجيع ابنها على حفظ القرآن، والذهاب للمسجد وتحبيبه في كتاب الله وتلاوته بالأحكام، وأن ترغبه في حفظه بهدايا، وجوائز نافعة، وبكافة وسائل الترغيب.

(١) أخرجه مسلم كتاب الوصية، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته، برقم ٤١٩٩، ومسند أحمد كتاب تتمة مسند أبي هريرة، باب: تتمة مسند أبي هريرة، برقم ٦٢٢٧، مسند أحمد بن حنبل ط/ المكتب الإسلامي بيروت ط/ خامسة١٩٥٨م.


الصفحة التالية
Icon