وكثير من النساء ظهر لهن دور بارز في توجيه أبنائهن نحو الاهتمام بالقرآن الكريم وتعلم علومه، ولم يغفل التاريخ دور والدة الإمام الشافعي في هذا المجال، وتوجيهها له، وحثه على الترحال والتنقل؛ طلبًا لإتقان حفظ القرآن وتلقي علومه، وما أقسام النساء في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، التي تنتشر في كل مكان في هذا البلد الطيب ـ المملكة العربية السعودية ـ ببعيد عن الأذهان، وما مكاتب التحفيظ الخاصة بالنساء في مصر واليمن، وغيرها من البلاد العربية والإسلامية ببعيد عن الواقع، وأذكر أنني عندما كنت مقيمًا في دولة المالديف(١)٢) كنت أرى في كل مكان أذهب إليه معلمات للقرآن الكريم، وكن يعلمن الصبية الصغار قراءة وكتابة اللغة العربية، ثم قراءة وكتابة القرآن الكريم
الحاجة إلى القرآن
وحاجتنا إلى القرآن دائمًا ضرورية وملحة، وتتأكد تلك الحاجة في هذا العصر الذي ضعف فيه الوازع الإيماني عند كثير من الناس، فلهثوا وراء المترفات حلالها وحرامها، ومن هنا نحتاج إلى ما يقوي هذا الوازع ويجدده، وأفضل منبع مستمر ومتجدد للإيمان هو القرآن، يقول تعالى: "إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" [الأنفال: ٢]
فالقرآن له تأثيرات عجيبة على استثارة المشاعر، والسيطرة عليها، وتوجيهها لله ـ عز وجل ـ وليس ذلك فحسب، بل إن للقرآن خاصية عجيبة ـ لا توجد في غيره ـ وهي قدرته على جعل من يتعامل معه بطريقة صحيحة في حالة دائمة من الهمة والنشاط والتوقد والإيجابية، وذلك من خلال توليده المستمر للطاقة داخل نفس صاحبه كلما قرأ وتجاوب معه وتأثرت به مشاعره.. هذه الطاقة ستدفعه ليصرفها في أعمال البر المختلفة.