وخلاصة القول أن القرآن يعيد تشكيل العقل، ويقوم ببناء اليقين الصحيح فيه من خلال مخاطبته له بأساليب شتى، مما يؤدي إلى إقناعه بما يحمل من أفكار فتنتقل تلك الأفكار بسهولة ويسر إلى منطقة اللاشعور وتترسخ فيها من خلال تكرارها في السور والآيات لتشكل بعد ذلك نقطة بداية قوية لانطلاق السلوك المعبر عنها....
والقرآن لا يركز على قضايا بعينها، بل يرسم في الذهن خريطة شاملة وواضحة للإسلام، ويعطي كل جزء فيها اهتماما يناسب حجمه، فينشأ عن هذا كله تصحيح للمفاهيم الخاطئة، وتغيير للثوابت الموروثة لتحل محلها معاني القرآن وثوابته، وهذا من شأنه أن يحدث وحدة التصور لدى أفراد الأمة"(١)١).
وهذا كله يدعونا إلى المزيد من التأمل في هذا الكتاب الحكيم، والفكر الدؤوب للوصل إلى طريق تعيدنا إليه.
فإن كنا حقًا نريد العودة إلى القرآن والانتفاع به، واستخدامه كعلاج فعال لما نعاني منه من أدواء، فعلينا أن نغير طريقة تعاملنا معه، وأن يكون همنا من قراءته الانتفاع بمعجزته والدخول في دائرة تأثيره، وهذا يحتاج منا إلى بعض الوسائل العلمية المتدرجة التي تعيينا على العودة الهادئة إليه، وهناك وسائل تساعد المسلم ـ بفضل الله سبحانه ـ على العودة الصحيحة إلى القرآن ومنها:
١ـ الانشغال بالقرآن. ٢ـ تهيئة الجو المناسب له. ٣ـ القراءة المتأنية.
٤ـ التركيز عند القراءة. ٥ـ التجاوب مع الآيات. ٦ـ أن نجعل المعنى هو المقصود.
٧ـ ترديد الآية التي تؤثر في القلب. ٨ـ تعلم الآيات والعمل بها...(٢)١)
(٢) حطم صنمك وكن عند نفسك صغيرًا. د/ مجدي الهلالي ص١٦٨، ط: مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع، القاهرة، ١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م،