التدبر: النظر في دبر الأمور أي عواقبها وهو قريب من التفكر إلا أن التفكر تصرف بالنظر في الدليل والتدبر تصرفه بالنظر في العواقب.(١)٢)
إذن فالتدبر: التفكر ومادته تدور حول أواخر الأمور وعواقبها "فالتدبر هو النظر في عواقب الأمور وما تؤول إليه ومن هنا نستطيع أن نفهم التدبر هو التفكر الشامل الواصل إلى أواخر الدلالات الكلم ومراميه البعيدة"
فاعتمادًا على هذا التعريف يكون التدبر هو: "التفكر باستخدام وسائل التفكير والتساؤل المنطقي للوصول إلى معان جديدة يحتملها النص القرآني وفق قواعد اللغة العربية، وربط الجمل القرآنية ببعضها، وربط السور القرآنية ببعضها وإضفاء تساؤلات مختلفة حول هذا الربط أو ذاك.
وعلى ذلك فحقيقة تدبر القرآن: أن يقرأ المسلم كتاب الله بتأمل وتفكر وعناية وحضور، فيتأمل في أخباره ومواعظه، وأوامره ونواهيه، وأحكامه وآياته، وأن يعزم النية على العمل بما يؤمر وعن الانتهاء عما نهي عنه، وأن يتعظ بما فيه من المواعظ والأخبار، ويستحضر ما أخبر الله به عباده من أمور المعاد
فالخشوع والتدبر هما المقصودان، لا مجرد تلاوته بلا فهم ولا تأمل، وبالخشوع والتدبر تنشرح الصدور وتستنير القلوب؛ ولذلك أخبر الله ـ جل وعلا ـ أن التذكر والتعقل هو ثمرة التدبر، فقال سبحانه: "كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ" [ص ٢٩]
قال الطبري في تفسيرها: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ وهذا القرآن كتاب أنزلناه إليك يا محمد مبارك ليدبروا آياته يقول ليتدبروا حجج الله التي فيه وما شرع فيه من شرائعه فيتعظوا ويعملوا به.(٢)٣)

(١) التعاريف١/١٦٧
(٢) تفسير الطبري ٢٣/١٥٣


الصفحة التالية
Icon