فعلينا ألا ننسى حظنا من القرآن.. فإنه أساس الثبات إذا عصفت الفتن.. وعلاج الأحزان إذا نزلت المحن.. وشفاء إذا نالت منك الأسقام والعلل.. وحظك إنما يكون منه أنفع وأوفر إذا فتحت لآيات الله قلبك وتدبرتها وتأملتها.. كما قال تعالى:"وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ" [التوبة ١٢٤]
أهمية التدبر
وتكمن أهمية تدبر القرآن الكريم فيما يلي:
١- الامتثال لأمر الله ـ سبحانه وتعالى ـ فلقد أمرنا بذلك فقال
" أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً" [النساء٨٢]
"أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد٢٤]
قال البيضاوي في تفسيرها: تصفحونه وما فيه من المواعظ والزواجر حتى لا يجسروا على المعاصي "أم على قلوب أقفالها" لا يصل إليها ذكر ولا ينكشف لها أمر، وقيل أم منقطعة، ومعنى الهمزة فيها التقرير، وتنكير القلوب لأن المراد قلوب بعض منهم، أو لإشعار بأنهم لإبهام أمرها في القساوة، أو لفرط جهالتها، ونكرها كأنها مبهمة منكرة، وإضافة الأقفال إليها للدلالة على أقفال مناسبة لها مختصة بها لا تجانس الأقفال المعهودة.(١)٤)
٢- كذلك أهمية التدبر في أنه سبب لشحن النفوس نحو الخير والبعد عن الشر، فقد كان النبي ـ ﷺ ـ يكرر الآية الواحدة مرات ومرات، ويقلبها ويتفكر فيها، إذ ليس هناك فائدة في أن يكرر الإنسان آية عشرات المرات إذا لم يكن فيها تقليب الآية والتفكر فيها، وكثير من الصحابة والصالحين كانوا يكررون كثيرًا من الآيات يتفكرون وينظرون ويعتبرون.