وقد أودع الله فيه علم كل شيء، ففيه الأحكام والشرائع، والأمثال والحكم، والمواعظ والتأريخ، والقصص ونظام الأفلاك، فما ترك شيئا من الأمور إلا وبينه، وما أغفل من نظام في الحياة إلا وضحه، قَالَ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: (كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، هُوَ الَّذِي مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، فَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَة، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ أَنْ قَالُوا: "إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا"، هُوَ الَّذِي مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(١)١)
هذا هو كتابنا، وهذا هو دستورنا، إن لم نقرأه وننتفع به نحن معاشر المسلمين، فهل ننتظر من غيرنا من أهل الأديان الأخرى الذي شذ أهلها وأحدثوا وبدلوا أن يقرؤوه أو ينتفعوا به؟

(١) سنن الترمذي كتاب : فضائل القرآن عن رسول الله ـ ﷺ ـ، باب ما جاء في فضائل القرآن، برقم ٢٩٠٦،(وقال أبو عيسى حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه)، شعب الإيمان للبيهقي كتاب في تعظيم القرآن، باب فصل في تعاليم القرآن برقم ١٩٣٥، ط/ دار الكتب العلمية، بيروت، ط: أولى١٤١٠هـ


الصفحة التالية
Icon