وفي القرآن الكريم بيان لأحوال يوم القيامة وما بعد الموت من البعث والحشر والعرض والحساب والنعيم والعذاب وجمع الناس لذلك اليوم العظيم :" اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً " [النساء ٨٧]
وفي القرآن الكريم دعوة إلى النظر والتفكر في الآيات الكونية والآيات القرآنية: " قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ " [يونس ١٠١]. وقال سبحانه " أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا " [محمد ٢٤]. ومادام القرآن الكريم حبل الله المتين ودستور أمة الإسلام فلابد وأن هناك آثار تعود على من يشتغل به تعليمًا، تعلمًا، وهذه الآثار أعظم من أن تحويها صفحات قلائل كهذه، وعليه فإننا نحاول أن نعرض فقط للآثار الإيمانية التي تعود على المشتغل به كفرد باعتبار أنه أول من يتأثر بها تأثيرًا مباشرًا، وبالتالي الآثار التي تعود على الأمة بوجه عام باعتبار أن الأمة تتأثر بما يتأثر به أفرادها.
المبحث الأول
من الآثار الإيمانية التي تعود على الفرد المسلم
من تعليم القرآن وتعلمه
الآثار الإيمانية التي تعود على الفرد المسلم المشتغل بالقرآن تعليمًا وتعلمًا كثيرة جدًا، ولكننا نحاول ـ بمشيئة الله تعالى ـ أن ندقق النظر في آيات القرآن الكريم، وفي سنة رسول الله ـ ﷺ ـ الذي أنزل عليه هذا الكتاب الحكيم، وفي بعض المصنفات والمراجع التي لها صلة مباشرة بالكتاب والسنة وبهذا الموضوع؛ علنا نستخلص شيئًا من هذه الآثار، داعين ربنا العلي القدير أن ينفعنا بها وينفع بها غيرنا.. آمين
أثر القرآن في استقامة العبد
أول وأهم آثار تعليم وتعلم القرآن الكريم الاستسلام لله تعالى بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة والخلوص له من الشرك.


الصفحة التالية
Icon