فلا يعبد إلا الله تعالى وحده لا شريك له ولا يرجى سواه ولا يخاف إلا منه، فلا نافع إلا هو عز وجل، ولا ضار إلا هو وحده، فلا يتعلق بولي كائناً من كان، ليجلب نفعاً أو يدفع ضراً فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى وحده.
كذلك من الآثار الإحسان بمراقبة الله تعالى وحده، فمرتبة المراقبة تحدو صاحبها إلى عمل كل خير والابتعاد عن كل شر أملاً في وعد الله تعالى، وخوفاً منه ومن وعيده عز وجل سبحانه وبحمده.
إذن فأهم الآثار وأولها: الإيمان بالله والتصديق بوعده ووعيده، والعمل بهذا الكتاب والدعوة إليه، والصبر على الأذى في ذلك ولا شك أن أثر ذلك هو سعادة الدنيا والآخرة، لأن المشتغل بالقرآن الكريم هو من اتقى الله تعالى، ولا يسعد في الدنيا والآخرة إلا من اتقى الله تعالى. قال الله عز وجل :" وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاًّ *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً "الطلاق من الآيتين ٢، ٣).
وفي نفس السورة يقول أيضًا:" وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يسراً" ( (الطلاق من الآية: ٤). وقال أيضًا: " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً " ( (الطلاق من الآية: ٥).
فماذا بقي بعد ذلك من خيري الدنيا والآخرة يريده المتقي بعد هذه الوعود من الله الذي لا يخلف الميعاد.