اختلفت أهل اللغة في أصل كلمة (قرآن )، ويمكن اختصار وحصر أقوالهم في اتجاهين يوردهما السيوطي في قوله:
وأما القرآن فاختلف فيه فقال جماعة هو اسم علم غير مشتق خاص بكلام الله فهو غير مهموز وبه قرأ ابن كثير وهو مروي عن الشافعي أخرج البيهقي والخطيب وغيرهما عنه أنه كان يهمز قرأت ولا يهمز القرآن ويقول القرآن اسم وليس بمهموز ولم يؤخذ من قرأت ولكنه اسم لكتاب الله مثل التوراة والإنجيل، وهذا هو الاتجاه الأول.
- الاتجاه الثاني: يذهب إلى أن لفظ ( القرآن ) مشتق، وجاء في هذا الاتجاه أربعة أقوال :
١- أن القرآن مصدر لقرأت كالرجحان والغفران، سمي به الكتاب المقروء من باب تسمية المفعول بالمصدر. وبه قال اللحياني وآخرون.
٢- وقال قوم منهم الأشعري : هو مشتق من قرنت الشيء بالشيء : إذا ضممت أحدهما إلى الآخر.
٣- وقال الفراء : هو مشتق من القرائن، لأن الآيات منه يصدق بعضها بعضاً، ويشابه بعضها بعضاً وهي قرائن. وعلى القولين بلا همز أيضاً ونونه أصلية.
٤- وقال آخرون منهم الزجاج : هو وصف على فعلان مشتق من القرء بمعنى الجمع، ومنه قرأت الماء في الحوض أي جمعته...
وبعد أن ذكر السيوطي تلك الأقوال : والمختار عندي في هذه المسألة ما نص عليه الشافعي ـ وهو الاتجاه الأول ـ (١)