أما الشيخ الزرقاني فيرى أن القرآن مشتق ويقول: القرآن مصدر مرادف للقراءة، ومنه قول الله تعالى: "إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ* فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ" [القيامة ١٧، ١٨] ثم نقل من هذا المعنى المصدري، وجعل اسمًا للكلام المعجز المنزل على النبي ـ ﷺ ـ من باب إطلاق المصدر على مفعوله،... وعلى الرأي المختار فلفظ قرآن مهموز، وإذا حذف همزه فإنما ذلك للتخفيف، وإذا دخلته أل بعد التسمية فإنما هي للمح الأصل لا للتعريف.(١)٢)
القرآن في اصطلاح العلماء:
معلوم أن القرآن كلام الله، وأن كلام الله غير كلام البشر ما في ذلك ريب، والقرآن يتعذر تحديده بالتعاريف المنطقية ذات الأجناس والفصول والخواص، بحيث يكون تعريفه حدًا حقيقيًا، ويذكر العلماء له تعريفًا يقرب معناه ويميزه عن غيره.
يقول الدكتور محمد عبد الله دراز ـ رحمه الله ـ : أما ما ذكره العلماء من تعريفه بالأجناس والفصول كما تُعرف الحقائق الكلية فإنما أرادوا به تقريب معناه وتمييزه عن بعض ما عداه مما قد يشاركه في الاسم ولو توهماً، ذلك أن سائر كتب الله تعالى والأحاديث القدسية وبعض الأحاديث النبوية تشارك القرآن في كونها وحياً إلهياً فربما ظن ظان أنها تشاركه في اسم القرآن أيضاً، فأرادوا بيان اختصاص الاسم به ببيان صفاته التي امتاز بها عن تلك الأنواع.(٢)٣)
ومن التعاريف التي ذكرها العلماء للقرآن الكريم ما يلي :
(٢) النبأ العظيم: للدكتور محمد عبد الله دراز، ص ١٤، ط/ دار القلم، الكويت، ط/ ١٣٩٠ه.