قال ابن جرير: "يقول تعالى ذكره إن هذا القرآن الذي أنزلناه على نبينا محمد ﷺ يرشد ويسدد من اهتدى به "للتي هي أَقْوَمُ" يقول: للسبيل التي هي أقوم من غيرها من السبل، وذلك دين الله الذي بعث به أنبياءه وهو الإسلام، يقول جل ثناؤه: فهذا القرآن يهدي عباد الله المهتدين به إلى قصد السبيل التي ضل عنها سائر أهل الملل المكذبين به".(١)١)
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره لهذه الآية :
يخبر تعالى عن شرف القرآن وجلالته، وأنه " يِهْدِى للتي هي أَقْوَمُ "
أي: أعدل وأعلى، من العقائد، ، والأعمال، والأخلاق. فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن، كان أكمل الناس، وأقومهم، وأهداهم في جميع الأمور"ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات" من الواجبات والسنن "َنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا" أعده الله لهم في دار كرامته، لا يعلم وصفه إلا هو -سبحانه وتعالى -.(٢)٢)
قال تعالى:"... الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً*رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النور وَمَن يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً" [الطلاق١١، ١٠]
(٢) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، ٤/١٥٤، ط/دار ابن الجوزي بالمملكة العربية السعودية، ط/ أولى١٤١٥هـ.