قال الطبري: وقوله " قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً*رَسُولاً" اختلف أهل التأويل في المعني بالذكر والرسول في هذا الموضع، فقال بعضهم: الذكر هو القرآن والرسول محمد ـ ﷺ ـ... وقال آخرون: الذكر هو الرسول ـ ثم يقول ـ: والصواب من القول في ذلك أن الرسول ترجمة عن الذكر، وذلك نصب لأنه مردود عليه على البيان عنه والترجمة، فتأويل الكلام إذن قد أنزل الله إليكم يا أولي الألباب ذكرا من الله لكم، يذكركم به وينبهكم على حظكم من الإيمان بالله والعمل بطاعته، رسولا يتلو عليكم آيات الله التي أنزلها عليه "مُبَيِّنَاتٍ" يقول: مبينات لمن سمعها وتدبرها أنها من عند الله، يقول تعالى ذكره: قد أنزل الله إليكم أيها الناس ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات كي يخرج الذين صدقوا الله ورسوله "وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ" يقول: وعملوا بما أمرهم الله به وأطاعوه "مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النور" يعني من الكفر وهي الظلمات، إلى النور يعني إلى الإيمان.(١)٣)
سئلت أم المؤمنين السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق ـ رضي الله عنها وعن أبيهاـ
عن خلق رسول الله ـ ﷺ ـ فقالت :(كان خلقه القرآن) (٢)٤)
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده كتاب حديث السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ، باب حديث السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ برقم ٢٤٠٨٠، والأدب المفرد كتاب من دعا الله أن يحسن خلقه، باب: من دعا الله أن يحسن خلقه، برقم ٣١١