والقرآن يعود صاحبه الورع في مطعمه ومشربه ومكسبه، ويجعله بصيراً بزمانه وفساد أهله، فهو يحذرهم على دينه، مقبلاً على شأنه، مهموماً بإصلاح ما فسد من أمره، حافظاً للسانه، مميِّزاً لكلامه، إن تكلّم تكلّم بالحق والخير، وإن أنصت كان إنصاته ابتغاء رضوان الله، قليلَ الخوض فيما لا يعنيه.. لايحسد ولا يغش، يحفظ ـ تقديرًا للقرآن ـ جوارحه، يتواضع في نفسه، يقبل الحق من الصغيرٍ والكبير، يطلب الرفعة من الله تعالى لا من المخلوقين.
يُلزمه القرآن بِرَّ والديه، فيخفضُ لهما جناح الذل من الرحمة، ويخفض لصوتهما صوته، ويبذل لهما ماله، ويشكر ويدعو لهما عند الكبر.
وبالقرآن يصل رحمه وينفع مَن صحِبه، ويحسن مجالسة من يجالسهم، ويرفق بمن يعلّمه، لا يعنّف من أخطأ ولا يخجله، وهو رفيقٌ في أموره، صبورٌ على تعلم الخير وتعليمه.
خامسًا: القرآن يرغب في الجنة ويحذر من النار
ومع الآخرة: فالقرآن يرغب في الجنة، ويعرض للعبد ألوان نعيمها كأنها رأي العين، ويزهد في الدنيا، ويصفها بأوصاف عجيبة منفردة حتى تتجافى عنها القلوب، وفي المقابل ـ أيضًا ـ يحذر من النار ويعرض لقارئه صنوف عذابها كأنها ماثلة أمامه رأي العين، فتقشعر القلوب والأبدان وتعود للخضوع لبارئها.
سادسًا: القرآن سبب لجلب الطمأنينة ونزول الرحمة وحضور الملائكة.