وما من شك في أن مقصود الحديث الترغيب في تعليم القرآن وتعلمه، والرسول ـ ﷺ ـ يخاطبهم على ماكانوا يعرفونه آنذاك، فإنهم أهل إبل، وقد كانت حينئذ أعظم شيء يعرفونه ويتعاملون به.
وهكذا فالقرآن خير كله، قراءته عبادة وتعلمه عبادة، والعمل به عبادة، والاستماع إليه عبادة، فأي أجر وأي ثواب من أي عمل آخر يداني هذا الأجر وذاك الثواب الذي يحصله المسلم من تعليمه وتعلمه القرآن؟
وإنه لفخر للمعلم والمتعلم وحتى للذي يقرأ كلام الله ويتعتع فيه، ذلك حينما يعلم أنه ـ بفضل الله ـ أعظم الخلق أجراً، وأكثرهم ثواباً، ولم لا، وهم يحملون في صدورهم كلام ربهم، ويسيرون بنور مولاهم وخالقهم، عن عائشة ـ رضي اللَّه عنهاـ قالتْ : قال رسولُ اللَّهِ ـ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ـ: (مثل الذي يقرا القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرا وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران)(١)٦)
وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، أما إني لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) (٢)٧)
(٢) سنن الترمذي كتاب: فضائل القرآن عن رسول الله ـ ﷺ ـ، باب: ما جاء قيمن قرأ حرفا من القرآن ما له من الأجر، برقم ٢٩١٠، وقال: هذا حديث حسن صحيح