قال الطبري في تفسير هذه الآية: المؤمن هو الذي إذا ذكر الله وجل قلبه وانقاد لأمره وخضع لذكره خوفا منه وفرقا من عقابه وإذا قرئت عليه آيات كتابه صدق بها وأيقن أنها من عند الله، فازداد تصديقًا بتصديقه وذلك هو زيادة ما تلى عليهم من آيات الله إياهم "إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" يقول وبالله يوقنون في أن قضاءه فيهم ماض فلا يرجون غيره ولا يرهبون سواه.(١)٢)
وقال ابن كثير: وصف الله المؤمنين فقال: "إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ" فأدوا فرائضه وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا يقول زادتهم تصديقا وعلى ربهم يتوكلون يقول لا يرجون غيره وقال مجاهد وجلت قلوبهم فرقت أي فزعت وخافت(٢)٣)
* الاشتغال بالقرآن تعليمًا وتعلمًا وتطبيقًا لما جاء فيه من حدود مقوم للأمة، وسبب لجلب الطمأنينة والرحمة وجلب الرخاء والثبات والنصر لها على الأعداء، قال الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ *ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ " [محمد٩، ٨، ٧]
* كما أن المشتغل بالقرآن من الأفراد له العطاء الزائد في الدنيا، فكذلك الأمة المؤمنة المهتمة بدستورها المطبقة لحدوده، لها العطاء الزائد في الدنيا بلا كد ولا نصب، وفي ذلك يقول تعالى: " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " [الأعراف٩٦]
(٢) تفسر القرآن العظيم ٢/٢٨٦