و بترابط الأمة يشمر أفرادها عن ساعد الجد والاجتهاد، فيزداد الإنتاج وتكثر خيراتها، ولا يتحكم فيها سواها. وبتعلم القرآن الكريم تربط آياته بواقع الحياة وحاجات العصر، ودقائق العلوم، فتتوسع دائرة العلم والثقافة فتتأصل المعارف في ذهن صاحبها عن طريق حفظه لكلام الله والعمل به، والالتفات إلى ظواهر الكون من خلال آياته، فتفتح آفاق التوسع في العلم والتجربة والاختراع.
وتعلم القرآن يساعد المسلم على التوصل إلى الأساليب المثلى في الدعوة إلى دين الله، بلغة مناسبة لعصر المعرفة العلمية والوسائل التقنية وبالجملة فالقرآن الكريم يبعث بين الأمة التراحم والتواد بين أفرادها، وينشر العدل والإنصاف والمساواة، وإثبات الحقوق لأصحابها، وهذا كله يزيد الأفراد خشية لربهم وتضرعًا إليه، فتزداد الأمة إيمانًا ويقينًا، وتلتفت إلى عدوها فتعد له العدة، ولا تفرط ولا تتهاون في حقوقها ولا تخضع ولاتذل إلا لربها، فتكون كالجسد الواحد... إلى آخر هذه الآثار الإيمانية التي تنقي عقيدتها، وتقودها إلى ربها.
الخاتمة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده، محمد بن عبد الله ـ صلى الله وسلم وبارك عليه ـ وعلى آله وأصحابه ومن سلك طريقه واتبع سنته إلى يوم الدين.
أما بعد...
لقد عشت ـ بحمد الله تعالى ـ مع هذا الموضوع الحيوي الذي تجاذبني في دراسته شعور غريب، شعور بالأسى والحزن بسبب بعد أغلب المسلمين عن العمل بكتاب الله تعالى، واتباع منهجه، وإهمالهم له