إن هذه النتيجة المذهلة تؤكد تأكيداً قوياً بأن الله تعالى قد أحكَم هذه الآية ونظّم أحرفها تنظيماً دقيقاً، حتى طريقة كتابة كلماتها. فكلمة ؟الكتاب؟ نجدها في القرآن قد كُتبت من دون ألف : ؟الْكِتَبُ؟ أي عدد أحرف ؟الم؟ فيها هو ٢ ولو كُتبت هذه الكلمة بالألف لأصبح عدد أحرف ؟الم؟ فيها ٣ وسوف يختل النظام الرقمي بالكامل؛ لأن العدد الذي يمثل توزع هذه الأحرف ؟الم؟ في هذه الآية سيصبح ٣٠٠٠٢٣١ وهذا عدد لا يقبل القسمة على ٧. فتأمل معي دقة كلمات الله ودقة رسمها وترتيبها ودقة اختيار ألفاظها. ولو قال تعالى :(هدى للمؤمنين) بدلاً من ؟هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ؟أيضاً لاختل هذا النظام المحكم !
؟الم؟ وآخر سورة
كما ذكرنا آخر سورة في القرآن بدأت بالحروف ؟الم؟ هي سورة السجدة، يقول تعالى : ؟تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ؟ [السجدة : ٣٢/٢]. كما في الفقرة السابقة النظام الرقمي ذاته يتكرر مع هذه الآية أيضاً. لنكتب هذه الآية كما كُتبت في القرآن، ونكتب رقماً يمثل ما تحويه هذه الكلمة من أحرف ؟الم؟ :
تَنْزِيلُ الْكِتَبِ لا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَلَمِينَ
١ ٢ ٢ ٠ ٠ ١ ٠ ٤
لنجد العدد : ٤٠١٠٠٢٢١والعدد ٤٠١٠٠٢٢١ يمثل توزع ؟الم؟ عبر كلمات الآية، هذا العدد يقبل القسمة على ٧ تماماً :
٤٠١٠٠٢٢١ = ٧ × ٥٧٢٨٦٠٣
ونلاحظ أن كلمة ؟الكتب؟ قد كُتبت في القرآن من دون ألف، كذلك كلمة ؟العلمين؟. لذلك يمكن القول بأنه لو زاد أو نقص حرف واحد من القرآن لاختل هذا النظام الرقمي البديع الذي نراه في آيات الله.
ولكن هنالك شيء مذهل : العدد الذي يمثل توزع ؟الم؟ في هذه الآية يقبل القسمة على ٧ تماماً حتى لو قرأناه من اليمين إلى اليسار، أي باتجاه قراءة كلمات الآية ليصبح هذا العدد في هذه الحالة مساوياً :
١٢٢٠٠١٠٤ = ٧ × ١٧٤٢٨٧٢