لقد تبين بنتيجة البحث المستمر أن لكل نص قرآني بناء يتميز فيه عن غيره وأن كل آية من آيات كتاب الله لها بناء رقمي محكم لكلماتها وحروفها. ولكن البحث في هذا البناء يحتاج إلى المتابعة الطويلة. ومن إعجاز القرآن أن معجزته لا تظهر إلا بتوقيت محدد.
فالمعجزة الرقمية الخاصة بهذه الحروف والتي تظهر اليوم، مناسبة لعصر التكنولوجيا الرقمية الذي نعيشه في القرن الواحد والعشرين. ومن هنا تنبع عظمة القرآن في مخاطبته لكل قوم بلغة عصرهم. ولو كانت المعجزة الرقمية بهذه البساطة لتم كشفها منذ زمن بعيد، إلا أن حكمة الله تعالى اقتضت إخفاء هذا الجانب الإعجازي في كتابه حتى يأتي الزمن المناسب، ليكون للمعجزة أثرها في هداية البشر إلى طريق الله عز وجل، ولتكون برهاناً مادياً على صدق رسالة الله إلى عباده.
ومن ميزات هذه الحروف أن أسرارها كثيرة يستطيع المؤمن أن يبحر في أعماقها ليرى عجائب القرآن وأسراره، وليعيش أجمل لحظات مع كتاب ربه، فما أحلى الإيمان عندما يمتزج بالعلم ليكون طريقاً للوصول إلى الله تعالى والقرب منه.
وفي كتاب الله تعالى أكثر من نظام رقمي، فطريقة صفّ الأرقام التي اتبعناها في هذا البحث ليست كل شيء، إنما هنالك طرائق رياضية كثيرة تحتاج لأبحاث أخرى لشرحها. ويمكن القول : إن كلمات وحروف وآيات وسور القرآن منظمة تنظيماً دقيقاً وفق أعلى مستويات الرياضيات المعقدة.
وبالنتيجة يمكن القول بأن الله تعالى بعلمه المسبق يعلم بأنه سيأتي عصر تتطور فيه علوم الرياضيات، ويكثر فيه الملحدون العلمانيون، لذلك فقد أودع في كتابه حروفاً مميزة ووضعها في أوائل السور وأخفى إعجازها حتى جاء عصر الرقميات الذي نعيشه اليوم، ليكون التحدي بهذه الحروف أبلغ وأقوى، وهذا شأن المعجزة تأتي بالشكل الذي برع فيه المشككون، لتُعجزهم في اختصاصهم، وتبين لهم أن القرآن هو كلام الله الحقّ.