في سورة الإخلاص نظام رقمي دقيق لعدد حروف كلماتها، لنكتب السورة مع البسملة وتحت كل كلمة عدد حروفها مع ما قبلها- عدّ مستمرّ، وطريقة العدّ المستمر أو التراكمي معروفة حديثاً في الرياضيات، وتستعمل مع الكميات المتماسكة التي لا يوجد فيها انفصال لأجزائها. ووجود هذا النظام التراكمي في كتاب الله دليل مادي على أنه كتاب متكامل ومُحكم ومتماسك :
بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد
٣ ٧ ١٣ ١٩ ٢١ ٢٣ ٢٧ ٣٠
الله الصمد لم يلد و لم يولد
٣٤ ٣٩ ٤١ ٤٤ ٤٥ ٤٧ ٥١
و لم يكن له كفواً أحد
٥٢ ٥٤ ٥٧ ٥٩ ٦٣ ٦٦
إن العدّ التراكمي للأحرف أعطانا عدداً شديد الضخامة وهو : ٦٦٦٣٥٩٥٧٥٤٥٢٥١٤٧٤٥٤٤٤١٣٩٣٤٣٠٢٧٢٣٢١١٩١٣٧٣ هذا العدد من مضاعفات السبعة !!!
إن هذه الحقيقة الدامغة تثبت أننا مهما اتبعنا من طرق للعدّ والإحصاء تبقى الأرقام مُحكمة ومنضبطة، إذن تعدد أساليب الإعجاز الرقمي هو زيادة في حجم المعجزة الرقمية لكتاب الله عز وجل، كيف لا وهو أعظم كتاب على وجه الأرض !
إن الله تعالى قد أحكم كل ذرة من ذرات الكون فهو القائل : ؟وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ؟ [يونس : ١٠/٦١]، أيعجز هذا الإله العظيم أن يُحكم كل شيء في كتابه بنظام دقيق ؟
توزع الكلمات التي تحوي حروف اسم ؟الله؟
عندما نبحث في سورة الإخلاص وهي سورة التوحيد وفيها صفة الله تعالى الوحدانية والتنْزيه عن الشريك، نجد في بعض كلماتها حروفاً من لفظ الجلالة ؟الله؟ وكلمات أخرى لم تحتوِ على هذه الحروف.
والنظام الثنائي الذي نحاول اكتشافه يعتمد على مبدأ بسيط وهو وجود أو عدم وجود شيء ما، فبالنسبة للفظ الجلالة في سورة الإخلاص : الكلمة التي تحوي ألفاً أو لاماً أو هاءً ؟الله؟ تأخذ الرقم واحد، والكلمة التي لا تحوي أيَّاً من هذه الحروف الثلاثة تأخذ الرقم صفر.