في سورة الإخلاص ومن خلال هذا البحث رأينا مباشرة أكثر من ثمانين عملية قسمة على سبعة، وبلغة الأرقام إن احتمال المصادفة في هذه الأعداد مجتمعة حسب قانون الاحتمالات هو أقل من واحد على مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون مليون، وهذا يعني أن الاحتمال هو واحد على واحد وبجانبه أكثر من ٦٧ صفراً ! !
ولو طلبنا من أسرع أجهزة الكمبيوتر أن تعطي مثل هذا النظام فإن هذا الكمبيوتر سيبقى يعمل باستمرار بلايين بلايين... السنوات ليأتينا بسطر واحد مثل سورة الإخلاص، وهيهات أن يأتي بذلك ؟
لذلك يمكن اعتبار هذا البحث بمثابة إثبات مادي على استحالة الإتيان بسورة مثل القرآن. وهنا يتجلَّى قول الحق عَزَّ وجَلَّ عن هذا الأمر لكل من يشك أو يرتاب بهذا القرآن : ؟وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ؟ [البقرة : ٢/٢٣ـ٢٣].
في هذا البحث أثبتنا استحالة الإتيان بمثل سورة قصيرة جداً من سور هذا القرآن العظيم. وهذا من فضل الله علينا أن هدانا لهذه البراهين المادية، التي طالما بحث عنها علماء مخلصون كان همُّهم إقناع غير المسلمين بأن القرآن كتاب الله تعالى، وباللغة التي يفهمونها جيداً وهي لغة الرقم.
البحث الثامن
إعجاز حروف القرآن
والرقم سبعة
نعيش الآن مع نظام رقمي سباعي لحروف القرآن الكريم. فالآيات التي تدبرناها في الأبحاث السابقة ليست كل شيء، في إعجاز القرآن بل في كل آية معجزة كبيرة.
ومن خلال الفقرات التالية سوف نرى بأن النظام السباعي يشمل القرآن كله، ولكن بشرط أن ندرس القرآن كنصوص متكاملة. فالآية القرآنية تتعلق أحياناً بما قبلها وما بعدها من الآيات. لذلك ينبغي دراسة النص كاملاً تبعاً للمعنى اللغوي الذي يتضمنه.