ولو أن اللّه تعالى قال :(إنه قول فصل)، لأصبح العدد الذي يمثل الآية هو ٣٣٣ وهذا عدد لا يقبل القسمة على سبعة. وهذا يثبت دقة ألفاظ القرآن وأن كل حرف موجود في القرآن إنما وُضع بتقدير وعلم اللّه تعالى.
القرآن مُنَزَّل من عند عزيز حكيم
لنقرأ مطلع سورة الجاثية التي تحدثنا عن حقيقة لا شك فيها، وهي : ؟حم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ؟ [الجاثية : ٤٥/١ ـ ٢].
نحن أمام حقيقة وهي أن هذا الكتاب منَزَّل من عند اللّه العزيز الحكيم، وليس من صنع بشر. وصياغة كلمات الآية بهذا الشكل تدلنا على أن هذه الكلمات من عند اللّه تعالى، وأن أي إنسان يفقه اللغة العربية ولو قليلاً يدرك أن هذا الكلام لا يمكن أن يكون قول بشرٍ بل هو كلام اللّه تعالى.
فالذي لا يفقه لغة الكلمات ولا تقنعه الأدلة العلمية على كثرتها، فهل يمكن أن تكون لغة الأرقام بليغة إلى الحد الذي يقنع أمثال هؤلاء ؟ لنرَ العدد الذي يمثل النص القرآني السابق : نكتب النص القرآني كما كُتب في القرآن ونكتب تحت كل كلمة عدد حروف هذه الكلمة :
حم تَنْزِيلُ الْكِتَبِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
٢ ٥ ٥ ٢ ٤ ٦ ٦
إن العدد الذي يمثل حروف هذا النص من مضاعفات الرقم سبعة :
٦٦٤٢٥٥٢ = ٧ × ٩٤٨٩٣٦
كلمة (الكتاب) نجدها هكذا ؟الكتب؟ من دون ألف ولو كُتبت بغير هذه الطريقة لاختل هذا البناء المُحكَم.
والسؤال هنا : من الذي نظَّم كلمات وأحرف هذا النص القرآني وغيره بحيث يكون العدد الممثل له قابلاً للقسمة على سبعة تماماً ومن دون باقٍ ؟ إنه عزيز وحكيم. اقتضت حكمة اللّه أن يكون كتابه بهذا الشكل، وما كان اللّه ليسمح ليد أحدٍ أن تمتدَّ إلى كتابه وتغير فيه ولو حرفاً، فقد حفظه من أي تحريف لذلك يقول : ؟إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ؟ [الحجر : ١٥/٩].
أنزله الذي يعلم السرّ


الصفحة التالية
Icon