والسؤال : هل يمكن للمصادفة أن تصنع مثل هذا النظام المحكم لاسم ؟الله؟ في أول آية وآخر آية تتحدث عن الله ؟ أم أن الله تعالى بعلمه وحكمته أراد لهذا الكتاب العظيم أن يكون متناسقاً في كل شيء ؟
ولوذهبنا نتتبع دلالات هذا الرقم نكاد لا نحصيها، وسوف نرى تفاصيل هذه المعجزة في الفصول التالية. ويكفي أن نقول : إن وجود معجزة قرآنية تقوم على الرقم ٧ هودليل كبير على أن هذا القرآن هوكلام خالق السماوات السبع سبحانه وتعالى.
ما هو النظام الرقمي ؟
كل شيء في هذا الكون يسير بنظام مُحكَم، وأفضل ما يعبّر عن حقيقة هذا النظام هي لغة الأرقام، لذلك استطاع العلم الحديث أن يعبِّر عن حركة الشمس والقمر والمسافات بين المجرات وغيرها باستخدام الأرقام. وهكذا نستطيع أن نعرف اليوم بدقة متناهية متى سيحدث كسوف الشمس مثلاً بعد مئات السنوات ! إذن الشمس والقمر يسبحان في هذا الكون وفق نظام محكم يمكن للغة الأرقام أن تصِفَ هذا النظام سواءً في الماضي أو في المستقبل.
والآن نأتي إلى كلام الله سبحانه وتعالى ونسأل : كيف انتظمت أحرف هذا القرآن ؟ إن كلام الله لا يشبه كلام البشر، لذلك لغة الأرقام سوف نستخدمها في هذا البحث لنعبر بها عن دقَّة نَظْم كلمات القرآن لنستنتج أن كل شيء في هذا القرآن يسير بنظام دقيق. إذن :
كلمات القرآن رتّبها الله بنظام رقمي مُعجز ليؤكد لنا أننا إذا تدبرنا هذا القرآن سوف نكتشف أنه كتابٌ مُحكَم، وأننا سوف نجد البراهين الثابتة على أنه لو كان هذا القرآن قولَ بشرٍ لرأينا فيه التناقضات والاختلافات.
بعدما رأينا بعضاً من دلالات الرقم سبعة في الكون والحياة والقرآن يمكن القول : إن الله عزَّ وجلَّ كما نظم الكون على الرقم سبعة، كذلك نظم القرآن على الرقم سبعة، وهذا ما سنجده بالفعل من خلال الفقرات القادمة.
معجزة البناء القرآني