إن الذي وضع هذه الكلمة في هذه المواضع الثلاثة من القرآن هو اللّه تعالى، لأن هذا العمل ليس بمقدور البشر. فالقرآن مؤلف من عشرات الآلاف من الكلمات كلُّها نُظِّمت بطريقة غاية في الدقة والإعجاز، وهذه الكلمات متشابكة مع بعضها وكأننا في كتاب اللّه أمام شبكة إعجازية، وما هذا البحث القرآني إلا خيط من خيوط هذه الشبكة التي لا نهاية لها.
الكلمات الثلاث
من الفقرات الثلاث السابقة نكتشف علاقات رقمية شديدة التعقيد في القرآن العظيم فعلى الرغم من تداخل أرقام الآيات تبقى الأعداد قابلة للقسمة على سبعة، لذلك نلخص نتائج هذه الفقرات :
أولاً ـ كلمة ؟صاحبكم؟ تكررت ٣ مرات في القرآن في الآيات :
٤٦-٢-٢٢
ثانياً ـ كلمة ؟غوى؟ تكررت مرتين في القرآن في الآيتين :
١٢١-٢
ثالثاً ـ كلمة ؟عصى؟ تكررت ٣ مرات في القرآن في الآيات :
١٢١-١٦-٢١
إن الأعداد الثلاثة : ٦ ٤ ٢ ٢ ٢، ١ ٢ ١ ٢، ١ ٢ ١ ٦ ١ ١ ٢ : جميعها تقبل القسمة تماماً على ٧ على الرغم من تشابك الأرقام مع بعضها، فكما نلاحظ الرقم ٢ دخل في تركيب العدد الأول والثاني، والعدد ١٢١ دخل في تركيب العددين الثاني والثالث ومع ذلك تبقى الأعداد الثلاثة قابلة للقسمة على ٧.
هذا بالنسبة لثلاث كلمات، فما بالنا بآلاف الكلمات القرآنية ؟ كلها انتظمت عبر آيات وسور القرآن وفق نظام رقمي أو بشكل أدق عدة أنظمة رقمية لا يحصيها إلا مُنَزّل القرآن سبحانه وتعالى.
لنتأمل الإحكام اللغوي والعددي في المثال الآتي.
مَن للمؤمن... ومَن للكافر ؟
ماذا أمر اللّه رسوله ﷺ عندما تولَّى الناس من حوله ؟ أمره أن يقول : ؟حَسبيَ اللّه؟ هذه العبارة تكررت في القرآن مرتين في الآيتين :
١ ـ ؟فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ؟ [التوبة : ٩/١٢٩].
٢ ـ ؟قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ؟ [الزمر : ٣٩/٣٨].