وهذا هو سيدنا إبراهيم عليه السلام يطلب من ربه أن يُرِيَه معجزة يرى من خلالها كيف يحيي الله الموتى فقال تعالى : ؟أََوَلَمْ تُؤْمِنْ ؟؟، فأجابه سيدنا إبراهيم بقوله : ؟بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي... ؟ [البقرة : ٢/٢٦٠]. وسبحان الله ! يريد مزيداً من الاطمئنان واليقين بالله تعالى ! فإذا كان هذا حال خليل الرحمن عليه السلام، فكيف بنا نحن اليوم ؟ ألسنا بأمسِّ الحاجة لمعجزات تثبّتنا على الحق والإيمان واليقين ؟
وتأمَّل معي هذه الدعوة : ؟أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً؟ [النساء : ٤/٨٢]، فإننا نلمس فيها إشارة واضحة ودعوة صريحة لتأمُّل التناسق والنظام في كلام الله تعالى، وتمييزه عن العشوائية والاختلاف في كلام البشر، لنستيقن بأن هذا القرآن كتاب الله عزّ وجلّ ؟
في هذه المجموعة من الأبحاث العلمية القرآنية سوف نعيش مع رحلة ممتعة في رحاب حروف وكلمات وآيات وسُور القرآن الكريم. وسوف نكتشف بأن القرآن أكبر وأعظم مما نتصور، كيف لا وهو كتاب رب العالمين تبارك وتعالى ؟
وسوف يكون منهجنا في الموسوعة منهجاً ثابتاً وعلمياً من أول صفحة وحتى آخر صفحة، وسوف نرى بأن جميع أرقام القرآن مُحكمة وتنضبط بحساب رقمي دقيق، وأنه لا مجال للمصادفة في نتائج هذه الأبحاث، بل هنالك معجزات مذهلة في كتاب الله تعالى.
إن لغة الأرقام هي لغة التوثيق، فعندما ندرك أن كل حرف في كتاب الله تعالى قد وُضِع بميزان دقيق ومحسوب، فإن نقصان أو زيادة أي حرف سيُخِلّ بهذا الميزان. إذن لغة الأرقام هي اللغة التي نستدل بها على أن الله تعالى قد حفظ كل حرفٍ في كتابه إلى يوم القيامة، وقال في ذلك : ؟إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ؟ [الحجر : ١٥/٩].