والجواب عن هذه الشبهة نجده في قول الله عز وجل عن القرآن الكريم : ؟أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً؟ [النساء : ٤/٨٢]. إذن في كتاب الله ليس هناك اختلاف، بل تعدّد القراءات وتعدّد الأرقام، وهذا يعني تعدّد المعجزات وزيادة في الإعجاز. ويمكنني أن أقول بأن الإعجاز الرقمي يشمل جميع قراءات القرآن، ويشمل جميع كلماته وحروفَه وآياته وسورَه، حتى النقطة في كتاب الله تعالى لها نظام مُعْجِزْ !
ولكن أبحاث الإعجاز العددي تقتصر حالياً على قراءة حفص عن عاصم وهو المصحف الإمام، فهذه القراءة هي الأوسع انتشاراً في العالم الإسلامي وهي الموجودة بين أيدينا اليوم. وحتى نكتشف معجزة جديدة يجب علينا إجراء دراسة مقارنة لهذه القراءات من الناحية الرقمية، والنتيجة المؤكدة لهذه الدراسة أن كل قراءة فيها معجزة خاصة بها. وأن وجود عدد من القراءات هدفه زيادة عجز البشر عن الإتيان بمثل هذا القرآن الذي قال الله عنه : ؟قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً؟ [الإسراء : ١٧/٨٨].
ولكن يجب أن نعلم بأن هذه القراءات متشابهة تماماً باستثناء حروف معدودة، ولكن طريقة اللفظ تتنوع من قراءة لأخرى تيسيراً من الله تعالى عالى عباده.
لذلك يمكن اعتبار أن النتائج العددية الصحيحة تنطبق بنسبة كبيرة على جميع روايات القرآن الكريم.
وينبغي على كل مؤمن أن يعلم بأن القرآن بجميع رواياته متناسق في ألفاظه ومعانيه، وفي آياته وسوره، وفي بيانه ودلالاته، وفي عدد كلماته وحروفه. وقد يُخفي هذا التعدّد لقراءات القرآن معجزة عظيمة، بيانيّة وعددية، ولكن عدم رؤية المعجزة، لا يعني أبداً أنها غير موجودة، إنما يعني أن رؤيتنا نحن البشر محدودة.


الصفحة التالية
Icon