هل يوجد إعجاز عددي في لفظ كلمات القرآن ؟
وهنالك سؤال مهمّ : إلى أي حد تراعي أبحاث الإعجاز الرقمي لفظ كلمات القرآن، إذ كما نعلم أن القرآن نزل مقروءاً وليس مكتوباً ؟
إن الذي يقرأ كتاب الله يرى أن عدد الحروف المرسومة لا يساوي عدد الحروف الملفوظة غالباً، أي أن هناك تعدّداً في الأرقام، وتتعدد هذه الأرقام أكثر إذا لفظنا كلمات الآية باستمرار أو كل كلمة بمفردها. وأن هنالك حروفاً تُكتب ولا تُلفظ، وحروفاً أخرى تُلفظ ولا تُكتب.
ومن هنا يمكن استنتاج الحقيقة المهمة وهي أن المعجزة تشمل رسم الكلمات ولفظها معاً ! وهذا يزيد في الإعجاز. بل يجب أن نتساءل :
هل يوجد كتاب واحد في العالم يُقرأ على عشرة أوجه مثل القرآن ؟ ؟ فكيف إذا علمنا بأن كل قراءة من هذه القراءات تحوي معجزة رقمية مذهلة ؟ !
هل يمكن معرفة الغيب باستخدام الأرقام القرآنية ؟
وهنالك من يبالغ في مسألة الإعجازالعددي فيربط بعض الأرقام القرآنية بأحداث سياسية أو تاريخية كزوال إسرائيل وأحداث الحادي عشر من أيلول والتنبؤ بقيام الساعة، ألا يُعتبر هذا أحد منْزلقات الإعجاز العددي ؟
إن المبالغات موجودة في كل العلوم، حتى في تفاسير القرآن ! فقد تتعدد أراء العلماء حول تفسير بعض الآيات، وقد نجد تفسيرات متناقضة لبعض آيات القرآن، وقد نجد تفسيرات خاطئة أيضاً.
إن لغة الرقم هي اللغة التي نعبر بها عن الماضي والمستقبل، فنحن نعبر عن التواريخ بالأرقام كما نعبر عن الأعمال التي سنقوم بها مثل السفر أو الاستعداد لموسم الحج أو لشهر رمضان بالأرقام أيضا. وقد قال تعالى : ؟وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً؟ [الإسراء : ١٧/١٢].


الصفحة التالية
Icon