سوف نعيش في رحاب أول أية من القرآن الكريم لتتراءى أمامنا معجزة حقيقية تتجلّى في هذه الكلمات الأربعة. هذه الكلمات يكررها المؤمن في كل شأنه، في مأكله ومشربه وملبسه، وفي سفره وحضره وفي قراءته لكتاب ربه وفي مقدمة حديثه. حتى إننا نجد الرسول الكريم ﷺ لا يكاد يصنع شيئاً إلا ويبدأ باسم الله، فما هو سر هذه البسملة ؟
في فقرات هذا البحث سوف نرى أن كلمات : ؟بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ؟ قد نظمها الله تعالى بطريقة مذهلة يعجز الإنس والجنّ عن الإتيان بمثلها. وسوف يكون طريقنا لإثبات ذلك هو لغة عصرنا هذا ـ لغة الأرقام، وبالتحديد الرقم سبعة.
فنحن جميعناً نعلم بأن الخالق تبارك وتعالى منذ بداية الخلق خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن، وأنزل هذا القرآن على سبعة أحرف، وقد اقتضت حكمته أن تكون أول آية يبدأ بها كتابه : ؟بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ؟، إن هذه الآية تخفي وراءها نظاماً شديد التعقيد يقوم على الرقم سبعة ! إن وجود هذا الرقم بالذات يدل دلالة قاطعة على أن الذي خلق السماوات السبع هو الذي أنزل القرآن، وهنا يفرض السؤال نفسه على كل من لا يصدق بأن القرآن هو كتاب من عند الله : هل تستطيع أن تأتي بأربع كلمات مثل ؟بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ؟ ؟
سوف نرى من خلال الأمثلة الرائعة والمذهلة في هذا البحث علاقات رقمية عجيبة متوافقة مع الرقم سبعة. وسوف يلمس القارئ لهذا البحث أننا استخدمنا منهجاً علمياً مادياً في معالجة المعطيات الرقمية فلم نُقحم أي رقم من خارج القرآن، لم نحمّل النصوص القرآنية ما لا تحتمله من التأويل، لم نأت بشيءٍ من عندنا، بل كل البحث هو عبارة عن اكتشاف علاقات رقمية موجودة في كتاب الله، وخصوصاً في أول آية منه.