وقد شاءت قدرة الله تعالى وحكمته أن يخبئ في كتابه هذه المعجزة ويؤخّر ظهورها إلى عصرنا هذا لتكون المعجزة أقوى وأشد تأثيراً. فلو فرضنا أن هذه المعجزة قد ظهرت قبل مجيء عصر الأرقام الذي نعيشه اليوم لم يكن لها تأثير يُذكر.
لذلك يمكن القول بأن مستقبل علوم الإعجاز القرآني في القرن الواحد والعشرين سيكون للإعجاز الرقمي، وذلك لأن المعجزة القرآنية تتميَّز بأنها مناسبة لكل عصر من العصور، وعصرنا هذا هو عصر الأرقام.
إن المعطيات التي انطلقنا منها وبنينا عليها بحثنا هذا هي معطيات ثابتة يقينية لا يعارضها أحد. فالمرجع الذي استخرجنا منه هذه المعجزة هو القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم والرسم العثماني أو ما يسمى بمصحف المدينة المنورة أو المصحف الإمام.
وفي هذا المصحف نجد أن أول آية في القرآن هي ؟بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ؟، رقم السورة حيث نرى هذه الآية هو ١ وهي سورة الفاتحة، ورقم هذه الآية هو ١، عدد كلمات الآية هو ٤ كلمات، عدد حروف كلمات الآية كما كتبت في القرآن هو ١٩ حرفاً. وكما نرى فإن هذه المعطيات ثابتة ولا ريب فيها ولا ينكرها عالم أو جاهل. وسوف نرى أن هذه الأرقام عندما نصفّها بطريقة محددة فإننا نحصل على مئات الأرقام وجميعها تأتي من مضاعفات الرقم سبعة أي هذه الأعداد تقبل القسمة على سبعة من دون باقٍ.
عَظَمَة هذه الآية
لقد بدأ الله سبحانه و تعالى كتابه بآية كريمة هي : ؟بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ؟ [الفاتحة : ١/١]، فهي أول آية في القرآن الكريم، لذلك نجد الرسول الكريم يبدأ مختلف أعماله بهذه الآية الكريمة، و ذلك لثقل هذه الآية و أهميتها.