يقول الإمامُ القرطبيُّ في مقدمة تفسيره :" وشرطي في هذا الكتاب : إضافةُ الأقوالِ إلى قائليهَا والأحاديثَ إلى مصنِّفيها فإنه يقالُ : مِنْ بركةِ العلمِ أن يضافَ القولُ إلى قائِلِهِ وكثيرًا ما يجيءُ الحديثُ في كُتُبِ الفِقْهِ والتفسيرِ مُبْهَمًا لا يُعْرَفُ مَنْ أَخْرَجَهُ إِلا مَن اطَّلَعَ على كتبِ الحديثِ فيبقى من لا خبرةَ لَهُ بذلكَ حائرًا لا يعرفُ الصحيحَ من السقيمِ، ومعرفةُ ذلك علمٌ جسيمٌ فلا يقبلُ منه الاحتجاجُ بِهِ ولا الاستدلالُ حتى يضيفَهُ إلى مَنْ خرَّجَهُ من الأئمةِ الأعلامِ والثقاتِ المشاهيرِ من علماءِ الإسلامِ ونحن نشيرُ إلى جُمَلٍ من ذلك في هذا الكتابِ واللهُ الموفقُ للصواب " (٢٦).
ويقول المودودي :" ثم إذا أراد الإنسان أن يتبين وجهة نظر القرآن في مسألة من مسائل الحياة فيستحسن له أن يطالع ما كتب فيها قديما وحديثا بكل إمعان، ويحدد بوضوح ما لهذه المسألة من نواح أساسية ونقاط رئيسية، ويتعرف كذلك ما هو مبلغ تفكير الإنسان، ومدى ما وصل إليه في هذه المسألة عبر التاريخ وما هي جوانبها التي تطلب حلولا، وما هي النقطة التي لم يستطع التفكير الإنساني تخطيها حتى اليوم.
وإذا حقق ذلك : فله أن يدرس القرآن واضعا أمام عينيه الجوانب التي تطلب الحلول في هذه المسألة.
ومما جربته أن الإنسان إذا درس القرآن باحثا في مسألة من المسائل على نحو ما ذكرتُ : فإنه يفاجأ بالردود على أسئلته في آيات قد قرأها عشرات المرات من قبل ولم يخطر بباله أن تلك الآيات تكمن فيها هذه الردود " (٢٧).
خامسا : مراعاةُ مقاصد القرآن الكريم.


الصفحة التالية
Icon