فعلى المفسر : أن يحددَ أهدافَهُ من كتابةِ التفسيرِ قبل أن يَشْرُعَ فيه وينبغي أن تكون تلك الأهدافُ مواكبةً كما ذكرنا لأهدافِ القرآنِ ومقاصِدِهِ، (٣٠) ولقدْ فَطِنَ لذلك بعضُ المفسرينَ :
مثال ذلك : ما ذكره الشيخ سعيد حوى رحمه الله في مقدمة تفسيره يقول : في المقدمة : تحت عنوان (بعض احتياجات عصرِنَا بالنسبةِ للقرآن ) جملةٌ من الأهدافِ التي قَصَدَهَا من التفسير. وهذه الأهدافُ هي :
١- الحديثُ عن الوحدةِ الموضوعية للقرآن الكريم حديثا موسَّعًا ؛ يعين على فهم القرآن ويبرز جانبا هاما من جوانب إعجاز النظم القرآني، كما يردُّ من خلال ذلك على شبهات أعداء الإسلام حول ترتيب القرآن ووحدته الموضوعية ٠
٢- الإجابةُ على كثير من التساؤلات التي تترددُ في هذا العصرِ، والاستفادةُ مِنَ العُلُوم العصرية، وبيانُ موقفِ القرآنِ منها ٠
٣- الإجابةُ على كثيرٍ مِنَ الشُّبَهِ والاعتراضاتِ التي طَرَحَهَا أعداءُ الإسلام وتولى كِبَرَهَا أتباعُهُم ممن ينتسبون إليه : حولَ إِمْكَانِيةِ الحياةِ في ظلالِ القرآنِ، وتطبيقِهِ في شتى مجالاتِ الحياةِ ٠
٤- تكوينُ الشخصيَّةِ المسلمةِ التي تتحققُ بمعاني القرآن، وتترجِمُهُ إلى واقعٍ عمليٍّ، وإذا وُجِدَ الفردُ المسلمُ على هذا الأساسِ فسوف توجَدُ الأُمَّةُ المسلمةُ التي تستحقُّ النصرَ والتمكينَ، وتُؤَدِّي دورَهَا في هذا الوجودِ ٠
٥- هذا إلى جانب ضرورةِ التيسيرِ على القارئِ المسلِمِ، واستخلاصِ الفوائدِ من أمهاتِ كتبِ التفسيرِ لأنَّ المسلمَ المعاصرَ يُعْجِبُهُ أن يأخذَ خلاصَةَ التحقيقِ بأدِلَّتِهِ المباشِرَةِ، أَمَّا التحقيقُ نفسُهُ فَيُمْكِنُ للمتخصِّصِينَ أن يرجِعُوا إِلَيهِ في مواضِعِهِ.


الصفحة التالية
Icon