وهكذا نجد البيانَ القرآنيَّ : يُبَصِّّرُنَا بِقِصَّةِ الصِّراعِ المستمرِّ بين الحقِّ والباطلِ، بين قوى الكفر التي اجتمعت مع اختلافِ مِللها ونِحَلِهَا واحتشدتْ مع تعددِ لُغَاتِهَا وأجناسِها، وتنوُّعِ أساليبِهِمْ وَخُطَطِهِمْ مِنْ أَجْلِ الكيدِ لهذا الدينِ والتربُّصِ بهذه الأمة، ويرشدنا القرآن إلى الأسلوب الأمثل في التصدِّي لهم والوقايةِ من شرورهم ومكرهم، وتأمل معي في قوله تعالى في سورة النساء ( ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ( ؛ فالقرآن الكريم هو المعين الذي لا ينضب، والمورد العذب الذي لا يصيبه كدرٌ، فيه خبر من قبلنا، ونبأ ما بعدنا، وفصلُ ما بيننا ( ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ ( (سورة الأنعام : ٥٥) أي لِتُعْلَمَ مكائدُ الأعداءِ وتستَبِينَ حقيقتُهُم وتنكشف خفاياهُم ونواياهُم.
وهكذا ينبغي على المفسِّر أن يُولِيَ اهتمامَهُ للقضايا الحيويَّة والنقاطِ الساخنة في واقعِ أمتنا، وأن يُعنَى الباحثون في التفسير الموضوعي بما يُلامِسُ واقعنا (٣٣).
سابعا : النظرة الكلية الشاملة
لابدَّ للمفسر أن تكون له نظرة شاملة للقرآن الكريم، من خلال مدارسته للقرآن وحسن تدبره، واستحضار الآيات المتعلقة بموضوع واحد، وإلى جانب هذه النظرة الكلية الشاملة للقرآن الكريم بوجه عام، كذلك فعليه أن يتأمل في كلِّ سورة ويتدبر في مقاصدها وأهدافها قبل أن يشرع في تفسيرها، مما يمنحه فكرة شاملة للسورة تعينه على تقسيمها وتحديد ملامحها ومعالمها ومحورها الذي تدور حوله والوقوف على سياق الآيات والقدرة على الاستنباط.


الصفحة التالية
Icon