يقول الأستاذ الدكتور لطفي الصباغ :" لابد من أن تتوافر لمبتغي التفسير دراسةٌ شاملةٌ مفصلة ونظرة عامة لجوانب هذا الكتاب الكريم، وهذه القاعدة منطلق في فهم أي نصٍّ فهما صحيحا، فلا يجوز أن نطيلَ الوقوفَ أمام جملة من النص، ونستنبط منها أحكاما ونغض بصرنا ونغلق فكرنا عن الجمل الأخرى " (٣٤).
وفي هذا المعنى يقول الأستاذ أبو الأعلى المودودي رحمه الله :

" والذين يرغبون في دراسته على نهجٍ قويم عليهم أن يستوعبوا قراءته في ختمتين لمجرد أن يلمع أمامهم نظامه للعقيدة ومنهجه العام كما عليهم أن يحاولوا خلال الدراسة الأولية تحقيق النظرة الإجمالية في مشاهد القرآن عامة " (٣٥).
ثامنا : إبراز جوانب الإعجاز العلمي مع مراعاة ضوابط البحث فيه.
القرآنُ الكريمُ هو الدستورُ الخالدُ والعطاءُ المتجددُ، والحجَّةُ الباهِرَةُ، والمأدُبَةُ الربانيةُ، والمعجزةُ الباقيةُ : ففي الصحيحينِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ ( قَالَ :( مَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ نَبِيٍّ إِلاّ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ الآياتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنّمَا كَانَ الّذِي أُوتِيتُ وَحْيا أَوْحَى اللهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (٣٦)
فالقرآن الكريم كتابُ اللهِ المعجزِ في روعةِ أساليبِهِ ورفعَةِ مقاصِدهِ.
كتابُ اللهِ المُعْجِزِ : في تشريعاتِهِ الحكيمةِ وقَصَصِهِ وأمثالِهِ.
المعجِز : في إنبائه عن الأمور الغيبية. المعجِز : في هيمنته على الكتب السابقة.
المعجِز : في تناسُبِهِ وتناسقه وخلوه من التناقض والاختلاف.


الصفحة التالية
Icon