* إذا وقع التعارض بين دلالة قطعية للنص وبين نظرية علمية رفضت هذه النظرية لأن النص وحي من الذي أحاط بكل شيء علماً، وإذا وقع التوافق بينهما كان النص دليلاً على صحة تلك النظرية، وإذا كان النص ظنياً والحقيقة العلمية قطعية يؤول النص بها.
* لا يعني التفسير العلمي أن ننقضَ ما قرره المتقدمون من معانٍ واستنباطاتِ لا تخالف الحقائقَ العلميةَ الثابتةَ ؛ فالقرآن الكريم خطابُ الله تعالى وحجتُه البالغة لكلِّ العصور، وحمال وجوه، وقد فهم كلُّ مفسرٍ بقدر ثقافة عصره وما حضره من علمٍ وفهمٍ، ثم جاء العلم الحديث فكشف عن وجوهٍ ومعانٍ لم يدركها السابقون، وكلما تقدم العلمُ التجريبي كلما تجلت لنا وجوهٌ جديدةٌ من وجوهِ الإعجازِ القرآنيِّ (٣٩).
تاسعا : مراعاة قواعد التفسير وأصوله.
القواعد لغةً : جمعُ قاعدة، وهي الأساسُ الذي يُبنَى عليه، وكلُّ قاعدة تعدُّ أصلا لما فوقها، ومعنى القواعد اصطلاحا : هي : كلُّ حكمٍ كُلِّيٍّ يُتَعَّرفُ مِنْ خِلالِهِ على أحكامِ ما يندرجُ تحتَهُ مِنْ جُزْئِيَّاتٍ.
وقواعدُ التفسيرِ هِيَ : أحكامٌ كليةٌ تعينُ على فهمِ القرآنِ واستنباطِ أحكامِهِ.
ولا بد لمن طَرَقَ بَابَ التفسيرِ أن يكون على درايةٍ بقواعِدِهِ التي يُسْتَضَاءُ بها في هذا الطريق ؛ فمن خلالها يسيرُ المفسِّر على بيِّنةٍ من أمرِهِ، ويستعينُ بمعرفتِهَا على فهمِ كلامِ اللهِ ( واستخلاصِ المعاني واستنباطِ الأحكامِ والوقوفِ على العِبَرِ والفوائِدِ، ويتجنَّبُ الأخْطَاءَ التي وَقَعَ فيها بعضُ المفسرين.


الصفحة التالية
Icon