من أخطرِ أنواعِ الدخيلِ في التفسيرِ تلك الإسرائيلياتُ التي تطرَّقَتْ إلى كتب التفسير، والإسرائيلياتُ جمعُ إسرائيليةٍ : نسبةً إلى بني إسرائيلَ، وهم نسل يعقوب (، والمرادُ بالإسرائيلياتِ : تلك الأخبارُ المنقولةُ عن طريقِ أهلِ الكتابِ، خاصةً اليهودَ، من كتبهم التي حُرِّفَتْ وبُدِّلَتْ.
والإسرائيلياتُ على ثلاثةِ أقسامٍ :
أما القسم الأول : فهو ما وافق شريعتَنَا بأن وَرَدَ في الكتابِ والسنةِ ما يوافِقُهُ ويدلُّ على صحتِهِ وذلك كتعيين اسم صاحب موسى ( (الخضر )( فلقد ورد اسمُه في الإسرائيليات وجاء في السنة النبوية الصحيحة ما يُثْبِتُ ذلك ففي صحيحِ البخاريِّ عن أبي هريرة ( قال قال رسول الله ( " إنما سمي الخَضِرُ ؛ لأنه جَلَسَ على فَرْوَةٍ بيضاءَ فإذا هِيَ تهتزُّ مِنْ تحتِهِ خضراءَ " (٦٢)
القسم الثاني : ما يُعْلَمُ كَذِبُهُ ؛ بأن نَاقَضَ وخَالَفَ ما جاء في شريعتِنَا أو خالَفَ العقلَ أو التاريخَ، وهذا القسمُ لا يصحُّ قَبُولُهُ ولا روايتُهُ إلا للتحذيرِ منه وإظهارِ كذِبِهِ وبطلانِهِ بالأدلةِ النقليةِ والعقليةِ وذلك كما ورد في العهدِ القديمِ من افتراءاتٍ تقدحُ في عصمةِ الأنبياءِ وأباطيلَ تتنافَى مع العقيدة الصحيحةِ في الله عز وجل وملائكتِهِ واليومِ الآخرِ. (٦٣)


الصفحة التالية
Icon