٤ - قال الإمام ُالأصفهاني :" إنَّ أشرفَ صِنَاعَةٍ يتعاطاها الإنسانُ : تفسيرُ القرآن ؛ بيانُ ذلك أن شرفَ الصِّنَاعَةِ إِمَّا بِشَرَفِ مَوْضُوعِهَا... وَإِمَّا بِشَرَفِ غَرَضِهَا مِثْلَ صناعةِ الطبِّ... لأن غرضَهُ إِفَادةُ الصحةِ... وإما لشدةِ الحاجةِ إليها : كالفقهِ فإن الحاجةَ إليه أشدُّ من الحاجة إلى الطب ؛ إذ ما من واقعة من الكون... إلا وهي مفتقرةٌ إلى الفقهِ لأنَّ بِهِ انتظامَ صلاحِ أحوالِ الدنيا والدين، بخلافِ الطبِّ، فإنَّهُ يحتاجُ إليهِ بعضُ النَّاسِ في بعضِ الأوقاتِ : إذا عُرِفَ ذلك فصناعةُ التفسيرِ قد حازتِ الشرفَ من الجهاتِ الثلاثِ، أما من جهةِ الموضوع : فلأن موضوعه كلامُ الله تعالى الذي هو يَنبُوعُ كلِّ حكمةٍ ومعدنُ كل فضيلةٍ " فيه نبأُ ما قبلكُم وخبرُ ما بعدكم وحكمُ ما بينكم لا يخلَقُ على كثرةِ الرَّدِّ، ولا تنقضي عجائبُهُ ".
وأما من جهة الغرض : فلأن الغرضَ منه هو الاعتصامُ بالعروةِ الوُثقى والوصولُ إلى السعادة الحقيقيةِ التي لا تفنى.
وأما من جهة شِدَّةِ الحاجةِ : فلأن كلَّ كمالٍ دينيٍّ أو دُنيويٍّ عاجلٍ أو آجلٍ : مفتقرٌ إلى العلومِ الشرعيةِ والمعارفِ الدينيةِ وهي متوقفةٌ على العلمِ بكتابِ اللهِ تعالى " الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ٢/٤٦٥


الصفحة التالية
Icon