٣٠ - ولقد أشار بعض المفسرين إلى ضرورة مراعاة مقاصد القرآن وجعلِها زادا ونبراسا : يقول الطاهر ابن عاشور في مقدمة تفسيره :"... فمرادُ اللهِ مِنْ كِتَابِهِ هُوَ بيانُ تَصَارِيفِ مَا يَرْجِعُ إِلَى حِفْظِ مَقَاصِدِ الدينِ وقد أُودِعَ ذلك في ألفاظِ القرآنِ التي خاطَبَنَا بها خِطَابًا بَيِّنًا وَتَعَبَّدَنَا بِمَعْرِفَةِ مُرادِهِ والاطلاعِ عليه فقال :( ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟ (. (سورة ص)، ثم ذكر رحمه الله ثمانية مقاصد رئيسية لنزول القرآن وهي : الأول : إصلاح الاعتقاد وتعليم العقد الصحيح. وهذا أعظم سبب لإصلاح الخلق : والثاني : تهذيب الأخلاق، والثالث : التشريع وهو الأحكام خاصة وعامة... ، والرابع : سياسة الأمة : وهو باب عظيم في القرآن القصد منه صلاح الأمة وحفظ نظامها، والخامس : القصص وأخبار الأمم السالفة للتأسِّي بصالح أحوالهم... ، السادس : التعليم بما يناسب حالة عصر المخاطبين وما يؤهلهم إلى تلقي الشريعة ونشرها وذلك علم الشرائع وعلم الأخبار... ، السابع : المواعظ والإنذار والتحذير والتبشير وهذا يجمع جميع آيات الوعد والوعيد وكذلك المحاجة والمجادلة للمعاندين وهذا باب الترغيب والترهيب، الثامن : الإعجاز بالقرآن ليكون آية دالة على صدق الرسول ( ؛ إذ التصديق يتوقف على دلالة المعجزة بعد التحدي... هذا ما بلغ إليه استقرائي... ". إلى أن قال :" فَغَرَضُ المفسِّر : بيانُ ما يصل إليه أو ما يقصده من مُرَادِ اللهِ تعالى في كتابِهِ بِأَتَمِّ بَيانٍ يَحْتَمِلُهُ المعنى ولا يأباهُ اللفظُ مِنْ كلِّ ما يوضِّحُ المرادُ من مقاصدِ القرآنِ أو ما يتوقفُ عليه فهمُهُ أكملَ فهمٍ أو يخدمُ المقصدَ تفصيلا وتفريعا، ... مَعَ إِقَامَةِ الحُجَّةِ على ذلك إن كان به خَفَاءٌ أو لتوقُّعِ مُكَابَرَةٍ


الصفحة التالية
Icon